
تحت هذا العنوان : (الدم المسفوك في السودان يُرى من الفضاء، ولم يعد ممكناً التغافل عمّا يحدث) جاء تقرير لصحيفة” الغارديان البريطانية، وهو ما استفدت عليه الكاتبة نسرين مالك في مقالها أدناه:
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً للكاتبة الصحافية نسرين مالك، تقدّم فيه ملخصّاً للأحداث التي قادت إلى المشاهد الدامية التي تزامنت مع سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مدينة الفاش غربي السودان، بدءاً من الإطاحة بالرئيس السابق، عمر البشير، سنة 2019، وصولاً إلى النزاع على السلطة واشتعال الحرب، وحصار مدينة الفاشر التي بقيت لفترة طويلة آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور.
تقول مالك إن ما حصل يُذكّر بما وصفته بـ “حلقات الإبادة الجماعية” المتكررة في دارفور قبل 20 عاماً- في إشارة إلى مسؤولية هذه القوات عن الاحداث السابقة- كما أن قوات الدعم السريع لديها “رغبة متجددة في ممارسة التطهير العرقي ضد السكّان غير العرب في المنطقة”، لكن مع فارق أن هذه القوات مدججة بالأسلحة هذه المرة، ومدعومة بحلفاء خارجيين أقوياء.
تتهم مالك الإمارات بلعب دور في تزويد قوات الدعم السريع بـ “ترسانة من الأسلحة”، تشمل الطائرات المسيّرة المتطورة، إذ ضخّت الإمارات الأموال والأسلحة، كما تقول مالك، وأطالت أمد الحرب في السودان، رغم إنكار أبو ظبي لذلك.
تقول مالك إن الحرب في السودان تدلل على “تنامي الدور الإمبريالي لقوى خليجية في أفريقيا وخارجها”، كما أنها تذكير بغياب ممارسة أي ضغط حقيقي على هذه القوى للتوقف عن “دعم ميليشيات ترتكب الإبادة الجماعية”. والسبب في ذلك، برأيها، أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودولاً أخرى هم حلفاء مقربون لهذه الدول الخليجية.
وتنقل مالك في هذا السياق عن تقرير لصحيفة الغارديان في عام 2024، أفاد بأن مسؤولين حكوميين بريطانيين مارسوا نوعاً من القمع ضد انتقادات أطلقها عدد من الدبلوماسيين الأفارقة ضد الإمارات، كما تقول إنه عُثر في ساحات القتال في السودان على معدات عسكرية بريطانية كانت تستخدمها قوات الدعم السريع.
ترى مالك أن الأطراف التي تملك نفوذاً على الإمارات، وبالتالي على قوات الدعم السريع، تسمح في الوقت ذاته باستمرار العنف دون اتخاذ إجراءات عاجلة، “أيديها ملطخة بالدماء”، فحجم ووضوح ما يحدث في الفاشر ودارفور “لا يترك مجالاً للتظاهر بالجهل”، على حد تعبيرها.

