منوعاتصبري محمد علي "العيكورة"

الموافقة الأمنية لطلابنا بمصر جُرحٌ نازف يتجدد

صدق المداد/ صبري محمد علي

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

تناولت بالأمس مشكلة تأخر حصول طلابنا الذين يتم قبولهم بالجامعات المصرية على (بدعة) الموافقة الأمنية بلا سبب مقنع سوى أنها (إجراءآت أمنية) تخص مصر ولا يجب السؤال عنها

وقلنا وبحسب ما وردنا من أولياء بعض أمور الطلاب أن ذات الموافقة الأمنية التي تستغرق شهور ولربما ضاع معها عام دراسي كامل

يُمكن الحصول عليها خلال إسبوعين عبر نوافذ أخرى (وبارك الله فيّ من نفّع وإستنفع)

وقلت إن هذا الملف (المُرهِق) ظل يتجدد مع بداية كل عام دراسي جديد فبعد أن يتم قبول الطالب ويسدد ما عليه من الرسوم الدولارية (وبالشئ الفلاني)

يصطدم بعقبة الموافقة الأمنية !

يوم أمس الأول الأثنين إستقبل رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس بمكتبه السفير المصري بالسودان السيد هاني صلاح

وكعادة أدبيات العلاقة السودانية المصرية فقد تم تبادل عبارات المدح والثناء و(الأحلام النهارية) والإطراء المتبادل
مُتلازمة مرضية لعلاقتنا مع الشقيقة مصر منذ الأزل
التكامل
الربط السككي
الربط الكهربائي
إعادة الإعمار
التعاون
*الملف التعليمي*
ملف مياه النيل وحصة الدولتين

وأُضيف لها مُؤخراً
(المنحة المصرية) لصيانة جسري شمبات والحلفايا التي سيُسبِّح بها الإعلام المصري لسنوات قادمة

لن أبخسهم هذه (العطية) حتى لا يقال عني (قليل إحسان) و(مبفهمش) في الأصول

ولكن بحكم خبرتي في مجال الطرق فإن ما إختارته مصر كمنحة هو الأقل تكلفة إذا ما إستثنينا تكلفة إعادة إنشاء الأعمدة المتأثرة أو القاعدة أو القاعدتين الأخيرتين بكبري شمبات

غير ذلك فهي أعمال حمايات وفواصل تمدد و إعادة سفلتة و(شوية) دهانات
لكن هذا لا يمنع أن نقول هُنا (شكراً مصر) وبتحفظ شديد

*وكتاب الله ما أبيناهو لكن الفيكم إتعرفت*
كما قال الإعرابي

أعود لموضوع الموافقة الأمنية فماذ تريد مصر من طالب (أمنياً) وهو في بداية العشرينات إن يكن دونها !

ولماذا لا يُسمح له بالدخول للحاق بجامعته و يُراقب من الداخل كما كان يفعل الأمن المصري معنا سابقاً

يرصد دور إتحادات الطلاب السودانيين في كافة مناشطها

كيف لنا أن نفهم أنه بالإمكان الحصول على ذات الموافقة الأمنية في وقت وجيز إذا دفعنا بالدولار

أو (بالدُورر) كما كان ينطقها (عم علي) سمسار عرفناه ونحن (برالمة) بشارع طيبة بالإسكندرية

ولماذا كلما جلس مسؤول سوداني مقابل مصري خرج هو بما يريد وخرجنا نحن بخفي حنين

فهل يعجز السيد كامل إدريس أن يفتح ملف الموافقة الأمنية الخاص بالطلاب السودانيين والمرضى وكبار السن بصورة واضحة وجلية (إستثناءاً) مع الجانب المصري من أجل الإسراع أو التأجيل أو حتى الإلغاء فما الذي يحدث؟
*تتأجل ياخ إيه يعني!*
الدنيا طارت؟
على أن يُتابع هذا الطالب (المجرم البرئ) الذي لم يرى مصر في حياته !!!
*منطق غريب*
وعجز دبلوماسي سوداني مُعيب

الشريف حسين الهندي
(رحمة الله) كان قبل ان يتولى حقيبة وزارة المالية

يعمل بالتجارة بين بعض الدول الأفريقية وميناء الإسكندرية
وحدث أن صادرت السلطات المصرية عربات (لاند روفر) تخصه

وعندما أصبح وزيراً للمالية حضر القاهرة لمؤتمر ما
ويوم إنعقاد الجلسة رفض الخروج من الفندق إلا أن يُسمح له بالتحدث الى الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً و هاتفياً وأصر على رأيه

وبعد قلق مصري
و ربكة
وعرق
ومناديل
ويا (خبر إسِوِد)
أبلغوا عبد الناصر بطلب الهندي فسُمح له بالتحدث

والنتيجة …..
أن حصل السودان علي ما يريد تحقيقة من ذلك المؤتمر
(مش كده وبس)
تم الإفراج عن (عربات) الشريف حسين المُصادرة
(الزماااان دِيك)

والقصة ذكرها الراحل عبد الرحمن مختار ضمن كتابة الموسوعي (خريف الفرح) علي ما أذكُر

*تقول ليّ موافقة أمنية يا كامل إدريس*؟
ما قادرين تتصرفوا فيها !!!!

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى