
بقلم/ غادة المنصور العجب
الحياةُ بسيطة ومعقدة، سهلة وصعبة ، حلوة ومرة، ذات شدة ولين ..هكذا هي تجمع بين كل المتناقضات، فلاعزها يدوم ولاذلها، ولا شدة تدوم ولا رخاء .. وأنا أدرك ذلك كما يدركه كل واحد منّا ، فهي مليئة بالعقبات بين الأفراح والأتراح، والشعور بالنشوة والشعور بالألم.. بين صعود ونزول لكن ما يجعلها أصعب ليس الظروف وحدها بل تغيُّر نفوس الناس من حولنا وتجاهل القيم وتخطي الأخلاق الفاضلة..
أكثر ما يوجع القلب أن ترى الظلم أصبح عادة والغش مهارة يتفاخر بها البعض والكذب وسيلة للنجاة والنفاق لغة يتقنها الكثيرون ويتفننون فيها أين ذهبت القيم التي كنا نعتز بها؟
أين الأمانة التي كانت تاجًا على رؤوسنا ؟
أشعر أن الثقة باتت نادرة وكأننا نعيش في زمن تتآكل فيه الأخلاق او هي تآكلت وانتهت
لكن رغم هذا وذاك أنا مؤمنة وموقنه أن التغيير ممكن
كيف ؟ يبدأ أولاً من الداخل من لحظة مواجهة صادقة مع انفسنا إذا رفض كل واحد منّا أن يكون جزءًا من هذ الواقع البئيس سيتغير المجتمع كله خطوة بخطوة ليس المطلوب أن نصنع المعجزات بل أن نتمسك بما هو صحيح كلمة صدق ، فعل عادل وقفة ضد الباطل، إيفاء بالوعد..
الحياة قصيرة وزائلة وما يبقى لنا ليس ما جمعناه من مال ولا ما حصدناه من مناصب وسلطه وجاه ، بل ما تركناه من أثر طيب في قلوب الناس لذلك أرى أن نجاحنا الحقيقي ليس في أن نكون أقوى من غيرنا بل في أن نكون أنبل أصدق وأرحم.
وأنا غادة أكتب هذه الكلمات لنفسي أولاً قبل غيري لأذكر نفسي بأن الخير لا يزال ممكنًا وأن الأمل لا يجب أن يموت مهما تكاثرت الصعاب فالحياة رغم قسوتها تستحق أن نعيشها بكرامة وشموخ وأن نصنع فيها أثرًا جميلاً يُذكرنا به الناس بعد رحيلنا.
لنمد أيدينا لبعضنا البعض لنزرع الرحمة والصدق في كل ما نقول ونفعل فرب كلمة طيبة أو مساعدة صادقة قد تغيّر حياة إنسان وعندها فقط ستصبح هذه الدنيا رغم مشاقها مكانًا دافئاً يليق بنا وبأجيال قادمة تنتظر أن ترى نورًا وسط هذا الظلام الدامس
محبتي..
غادة المنصور العجب