بقلم / مولانا حسين الفكي الإمام
(قاضي المحكمة العليا السابق )
من الإنسان وبالانسان يبدأ إصلاح الأجهزة العدلية :_
مدخلنا لبقية الأمس( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم .)
ومهما تكن عند امريء من خليقة
وان خالها تخفي علي الناس تعلم .
لسان الفتي نصف ونصف فؤاده ،
فلم يبق الا صورة اللحم والدم .
فعناصر الإصلاح عند الإنسان وادوات ذلك الإصلاح هو اللسان والقلب فالانسان بطبعه مصلح بغض النظر عما يعتقده وهو قد اعده الله لعمران الارض بعد ان سخر له أدوات وإمكانيات ذلك الأعمار ولم يترك هملا ولم يخلق عبثا وميزة التفضيل التي اخص الله بها الإنسان لا فوارق فيها بسبب المعتقد ولكن أكرم الناس وافضلهم من كان تقيا ( ان أكرمكم عند الله اتقاكم)
أدوات الأعمار في الإنسان هي اللسان والقلب .
( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ) والنصيب اوفر من الكفل لان من نوي عملا صالحا حتي وان لم يفعله تكتب له حسنة ومن أحسن النية واتبعها بعمل فالحسنة هنا بعشرة أمثالها
وجاء ذكر النصيب في القران بمعان عدة احيانا ذكر الذنوب بفتح الذال وتعني النصيب وكذلك ذكر الخلاق بفتح الخاء وهو النصيب ايضا واعلي مقادير ومنسوبه عند من له قلب سليم ولسان ينطق بالحق .
في ردهات وقاعات كلية القانون ، قالوا لينا الاصل في الإنسان البراءة والأصل في الأشياء الاباحة ،وقيل لنا ان الإنسان بريءحتي تثبت ادانته دون شك معقول .
وازددنا علما عندما درسنا في الكلية نظرية الجريمة وقيل لنا ان الجريمة لها عنصران ( الفعل الجنائي والقصد الجنائي)
The correspondence of actus rea and mes rea constitute crime .
الفعل الجنائي للانسان والقصد يشكلان اهم عناصر الجريمة.
،the criminal act
Plus evil intention .
وفي هذا إشارة الي اللسان والقلب ، فاللسان ومن علي شاكلته ينطلق من الفعل قولا وعملا ، والقلب مكمن النية او القصد ، وكان هدي المصطفي صلي الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ولكل امريء ما نوي .)
والنية محلها القلب فمن صفا قلبه حسن عمله .
كما أن هدي النبي صلي الله عليه وسلم جاء ليؤكد ان الله سبحانه وتعالي رفع القلم عن ثلاثة ، عن الصبي حتي يحتلم وعن النائم حتي يستيقظ ، وعن المجنون حتي يفيق ، فالقلب واللسان هما موجهات الإصلاح وهما وجهان لعملة واحدة ( two faces for one coin ).
وقبل ان يبدأ الأعمار او إعادة الأعمار، نتساءل هل توفرت فينا عناصر الإصلاح وادواته ؟
وبدون توفر هذه العناصر يتعثر الأعمار او إعادة الأعمار.
ولابد ان نتوحد في السودان بكل طوائفه وملله وسحناته من أجل إنجاح قضية الأعمار التي نحن بصددها .
هذا وصدور كثير تمتلء حنقا وغيظا لما أصابهم من مظاهر الذل والاحتقار ،فمنا من فقد اعز عنده من أب وابن وقريب وصديق ومنا من فقد ماله وانتهك عرضه فالنفوس مشحونة بالرغبة في ان يقتص لهم وينالون تعويضا عما فقدوه ولابد من إزالة المظالم ورد الحقوق الي إليها ويبدو الطريق شاق . طريق الإنصاف والعدل طريق طويل وشاق وتشرئب الاعناق الي عدالة متساوية تحقق الأمن والأمان وتهيء الأجواء الي ان يبدأ الأعمار او إعادة الأعمار من رد الحقوق الي أهلها ومحاكمة من قتل او نهب او سرق او انتهك العروض محاكمتهم محاكمة عادلة تشفي الصدور وتنزل الطمأنينة لمن بقي حيا بعد صراع ومعاناة مع الحياة .
وعلي كل حال من عفي وأصلح فاجره علي الله . ( فالصلح خير الا صلحا احل حراما او حرم حلالا).
ومهما تكن عند امريء من خليقة ،
وان خالها تخفي علي الناس تعلم .
لسان الفتي نصف ونصف فؤاده ،
فلم يبق الا صورة اللحم والدم .
:هذا وصل اللهم علي نبي الهدي والتقي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
والدي اللهم اغفر لهما وارحمهما كما ربياني صغيرا .
اللهم اغفر لموتانا وموتي المسلمين وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
حسين الفكي .
إمارة عجمان
UAE.
من جراب الذاكرة اليوم .
٢٤ ..سبتمبر
٢٠٢٥م .