مقالات الرأي

(دا ما هو المضيعنا زااااتو)

فايف دبليوز سيرفس

بقلم / محمد السماني

اكثر ما يثير الدهشة والإستغراب أن يكون وطننا السودان بهذا البؤس وهذا التردى في كل شيء من خدمات في الصحة والتعليم والبنية التحتية من طرق وكهرباء ومياه وافتقار للمنازل المبنية على أساس خرسانى متين اللهم إلا في العاصمة وقليل متفرق في بقية مدن السودان فهل مواد البناء غالية ام انا الشعب فقير فقر مدقع لا يستطيع ان يبنى بيت ( زى الناس) فيأتي فيضان او خريف بسيول قوية يهدم القرى والاحياء ويترك الناس في العراء بلا مأوى ثم يبدأون رحلة البناء بنفس الطين اللبنة او الطوب مع الطين وهكذا يبنون والسيول والفيضانات تهدم في سلسلة متكررة لا تنتهى فمتى تتدخل الدولة في السيطرة على أسعار مواد البناء ولو بالإعفاء من أي رسوم أو جمارك او أموال تفرض عليها ومن ثم تحدد على ضوء ذلك أسعارها وفق مصفوفة دقيقة لا تجعلها سبيل للاغتناء السهل والسريع لتجار مواد البناء والكهرباء والسباكة وكل شيء يتعلق بالتأسيس الجيد لمساكن الشعب السودانى الذى قد آن الأوان أن يعيش الرفاهية ولو بأدنى مستوياتها مثل باقى خلق الله.
حقيقة نحن دولة تملك من الثروات والموارد الضخمة ما يجعلنا نعيش أفضل بكثير مما كنا عليه ومما عليه الأن وليس هناك مبرر واحد يجعلنا نعيش فقراء وحولنا كنوز الأرض والسماء من اراضى خصبة و مياه و معادن كالذهب والنحاس والحديد بالإضافة للكالسيوم واليورانيوم والنقط ، وكذلك تزخر بلادنا بثروة حيوانية هائلة متنوعة من اغنام وابقار وجمال وغيرها والحمد لله لنا من كل دابة من الأنعام تدب في الأرض نصيب وافر، وفوق كل ذلك نملك مورد بشري مؤهل ومتعلم نال حظه من التعليم والتحضر والتمدن والثقافة مقارنة مع شعوب كثيرة فتح الله عليها بثروة واحدة من الثروات في زمان ما وهى لا تملك مورد بشري مؤهل يقود التنمية التقدم في بلادها ولكنها بفضل عوامل كثيرة من ضمنها حسن الإدارة استطاعت أن تعبر وتصل اعلى القمم العالمية في الرفاهية والازدهار والتعليم بل أصبحت من الدول التي المؤثرة في العالم فقد نهضت قياداتها بلادها وشعوبها وياليت نستفيد من تجربتها ونترك الآنفة و ( النفخة الزائدة) في اننا من علمهم ومن أسس لهم فنتواضع ونتعلم منهم كيف تدار الدول وكيف تنهض فهى بمورد واحد فقط حققت ما لم نحققه ونحن نملك من الموارد ما يفوق أعظم الدول في العالم.
أظن أن سبب التردي عندنا يعود علينا نحن أنفسنا وليس للخارج ذنب علينا فهو قد وجد في بعض أبناء شعبنا وسيلة ومطية لتقييد البلاد والعباد بدعاوى كثيرة وكما قال السيد مالك عقار في ما معناه ( نحن الشعب الوحيد الذى يشتكى وطنه للأجانب) ، نعم نحن من بعد المهدية وإلى اليوم نتعارك ونتحارب وتتآمر على بعض البعض ونعارض بأى وسيلة كانت حتى لو الإستعانة بالخارج على حساب الوطن مطبقين المثل ( الكرت البتغلب به العب به) في ميكافيلية زميمة في المقولة السودانية تنطبق على هؤلاء ( يافيها يا أطفيها) وهكذا نحن قلوب شتى ونمارس إقصاء بيننا غريب وعدم قبول بعضنا البعض وكل مجموعة تريد ان تقود وتحكم وكل منا يجتر ماضى أجداده القريب والبعيد فهم إن كانوا فعلا كما يزعمون ما كان هذا حالنا على الأقل كان أحسنوا تربيتنا وأسسوا لنا ما يستحق منا المحافظة عليه.
وهذا ليس كل شيء فهناك الكثير من المصائب التي جعلتنا فقراء ونحن اغنياء برغم ما نملك ثروات هو الفساد المستشرى وضياع الأمانة فيقودنا الكثير من الكسالى الذين يختارون لنا اسهل الطرق والحلول لأزماتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وليس لديه عصف ذهنى وإحترافية وإبظاع يخرجون بها الناس من ظلمات وضيم الفقر إلى النور والثراء وبدلا من أن يستثمروا هذه الكنوز يستهدفون جيب المواطن فيفرضون الضرائب والجمارك والرسوم والأتاوات العالية والمرهقة ، فهل هناك دولة تعتمد على الجبايات فقط.
وقفة:
الحياة التعيسة والبؤس الذى نعيشه في بلادنا هو من صنع أنفسنا فلا تلوم الخارج والحصار والإستهداف الذى تحاصرنا به القوة الإمبريالية وأعوانها ف ( الغص راقد اكوام) والمآسي كثيرة وكلها فينا ومنا نحن كشعب فلا وجدنا حسن قيادة لاقتصادنا ولا حكم رشيد فى بلادنا حيث أصبح الحكم كيكة تقسم مرة بالجهوية ومرة بالحزبية ومرة بالمذهبية ومرة بالإثنية والكل يريد أن يريد ان ( بيرك) ولا يهم إن كان ( قدرها) ام لا وهل فعلا هو أهلا لها ام انها قسمة سلطة وثروة.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى