
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
صناعة وإطلاق الشائعة هي مهنة (محترمة) تدر على صاحبها الورق الأخضر وهذا شئ مُفرغ منه
و ظلت هي السلاح الأمضى دوماً للاسف
فإن أردت أن تُلهي شعباً عن أمر جيد سيحقق له النفع والفائدة فعليك بالإشاعة
وإن أردت أن تُحبط فئة ما فعليك بالإشاعة
وإن أردت أن تجعل أمة كاملة ( لافه سُورو و ما فاهمة حاجة) فعليك بالإشاعة !
وأذكر أنني كتبت مقالاً خلال هذه الحرب حذّرت فيه من خطورة تداول الشائعات تحت عنوان
*(كافحوا الإشاعة بزيت السمسم)*
و وأذكر أنني شبهتها بالباعوضة لمن يتقيها بمناعة (المسُوح) بزيت السمسم فإنها تُحدث صوتاً وضجيجاً ثم تنصرف دون أن تنال منه
فهذا هو وضعنا منذ الأمس (برأيي) فكثيرون قد قعوا نهماً لتأثير الشائعة
ولربما بإعادة نشرها ولو بحسن نيّة تحت ذريعة
(والله كنت عاوز أتأكد بس يا جماعة) !!
وهو بصنيعة يُساهم من حيثُ لا يشعر في خدمة العدو ويجعل من هاتفة أداة فاعلة له !!
أعتقد ما لم تصدر المعلومة من القوات المسلحة أو الحكومة فيجب أن تقف عندك !
لذا يُحرم تحريماً قطعياً (وهذه مني) أن تتصنت أخبار بلدك عبر إذاعة خارجية في حالة الحرب ناهيك أن تصبح أداة لترويج الشائعات
لو تلاحظ معي عزيزي القارئ أن معظم الشائعات التي تنضح بها (الميديا) هي دخول (المليشيا) الى المنطقة الفلانية!
و بإتصال هاتفي بسيط يأتيك النفي من سكان تلك المناطق
إذاً ….!!
الهدف هو إشاعة حالة من الهلع والبلبلة والخوف والنزوح دون أن يبذل العدو مجهوداً في سبيل ذلك !!
أعتقد هُنا تكمن خطورة الشائعة وتداولها دون التثبُّت من صحتها
هناك نوع آخر من الشائعات يُعرف ب (ناولني شبشبي) وعند النساء ب (محاسن النبي التوب)
فهذه سريعة الإنتشار وعادة تكون مسبوقة بعاااااجل وغير قابل للنفي وهذا ما وردني من (ود) خالتي قبل قليل
وأنا والله (ما قاعد) أكتب في الفيس لكن الكلام ده خطييير ويمد الياء لست حركات
وغيرها من عبارات التشويق
*(والعجب كان لقت ليها لون أحمر)*
نوع آخر من الإشاعات يُطلق عليه في الإعلام
*(قيافة وفايت الناس مسافة)*
وهذا غالباً ما يقوم به المحللون السياسيون والخبراء الإستراتيجون المعروف (طبعاً) لقب تلبسه القنوات لضيوفها ولو كان (صبي ميكانيكي)
و هذا من أخطر أنواع الشائعات لأن صاحبة يكون (زول جهامة) و(أملاااس) و رزين كده ومتهندم وصوتو هاااادئ و يحشر الإشاعة المُستهدفة في ثنايا الحديث دون أن يتوقف عندها
كأن يقول …
يفيد بعض المراقبين بأنه من المُتوقع أن تشن (المليشيا) هجوماً متزامناً علي البلاد من المحور الجنوبي والشمالي والغربي ! و يسكُت لا يُعلِّق بعدها
*(الود نسبها لمراقبين وكده)*
والقصد هو إطلاق هذه الإشاعة لسكان تلك المناطق
والنوعية دي خطيرة جداً و ماكره و غالباً ما تدِّعي الحياد في تحليلاتها و يجب الحذر منها ….
ولو (قريت) ليهم (هم العدو فأخذرهم قاتلهم الله … ) الآية يكون كويس
نوع آخر من الشائعات وهذا يستهدف فئة الشباب وهذا يحتاج لإخراج فني مُتقدم (شوية) من (دُوبلاج) صور وفيدوهات لإكساب الإشاعة المزيد من المصداقية
نوع آخر …..
وهذا يُقصد به ناس (قراحتي راحت) من البُسطاء و هذا يعتمد كُلِّياً على تقانة الذكاء الإصطناعي بتاع (المرحوم إتغدى معانا و رجع قبرو)
وهذا يصعب إقناعة لأنه
سيقول وبكل بساطة …
(يا زول عاوز تغالطني أنا شفتو في التلفزيون تقول لي مات! يا زول ها) و بإستغراب
فهذه تستهدف الذين لا حظ لهم في (تقانة الله أكبر) وللأسف ما زالت بعض القنوات (الغبية) تستخدمها لسرعة مردودها وسط هولاء (الجُهّال)
إذاً عزيزي القارئ ليس من الخطورة أن يُهزم جيش في موقع ما أو يفقد موقع ما فالجيش (عارف شغلو) و الحرب كر و وفر وتراجُع و تقدم وترتيب وتموضع وإنتشار وهكذا
لكن المُصيبة الكُبرى أن تُهزم أنت بسبب شائعة صنعها واحد (قحاطي) قابع داخل غرفة في أقاصي المتجمد الشمالي قتلتها الرطوبة ورائحة التبغ
إذاً ما لم يصدر بيان من قيادتنا العسكرية والمدنية فكل ما يردك عبر (الميديا)
رجاءً
أعتبرو
(ناولني الشبشب) ولا تتوقف عنده مُطلقاً
وبدلاً من أن تُضيع زمن في قرآءته
أظن لو راجعت تجويد سورة الإخلاص فذلك أنفع و أبرك .
نصر من الله وفتح قريب.



