
بقلم/ محمد السماني
بلادنا والحمد لله غنية بالموارد ومصادر الدخل الكثيرة والمتنوعة وفى متناول اليد وسهلة الإستغلال وأكاد أجزم أن ليس هنالك دولة في العالم لديها موارد متاحة وسهلة مثل السودان فالارض خصبة وبكر والزرع والضرع ينمو ويتكاثر وينتشر دون عناء وجهد كبير ولا تحتاج إلى رؤؤس أموال ضخمة فقد هبانا لله ماء غدقا من فوقنا ومن تحتنا انهار وخيران واودية ومنابع واراضى مسطحة منبسطة تمتد على إمتداد الوطن قامت وتقوم عليها مشاريع زراعية مروية ومراعى طبيعية وغابات ومنتجات لا حصر لها وبكميات مهولة الواحدة منها تكفينا العبيش في ترف ورفاهية وإزدهار وفوق كل ذلك وهبنا الله ذهبا ونحاس ويورانيوم وغاز ونفط وحديد واحجار صناعة الاسمنت ورمال اجود ما تكون لإستخراج السيلكيون النقى باهظ الثمن ولكن ويا حسرتاه من لكن لم نستطيع ان نستفيد من كل هذه الثروات الساهلة والقريبة التي من حولنا والأسباب كثيرة بل قل الأعذار والعجز والتراخى وسوء الإدارة وضيق الأفق وإنعدام بعد النظروهن العزيمة والتفؤق والأنقسام والتشرذم والفساد المستشرئ إضافة للعمالة للخارج الذى بسببه فرض على بلادنا حصار طويل وقاسى ومؤلم جعل كثير من مرافقنا ومشاريعنا تتردى وتنهار واولها مشروع الجزيرة والسكك الحديدية والخطوط الجوية السودانية والملاحة البحرية ولكن يظل العامل الخارجي المتمثل في دول الغرب بل بعض دول الجوار حولنا هو الاخطر لانها لا تريد للسودان نهضة ولا ( عمار ) حسدا من عند انفسهم او من اجل مصالحهم خاصة من لها مصلحة فى ماء السودان فهى تريد ان تحول السودان إلى إنبوب ماء عابر أراضينا من غير ان نأخذ منه شيء يذكر ولعل حوجتها للماء جعلتها تعادينا سرا مستغلة بعض من بنى جلدتنا وتمارس علينا ضغوط شتى في وقت الحصار والشدة أفعملت على ن إعاقة وإفشال كثير من مشاريعنا المروية حتى لا نتمكن من اخذ ولو جزء من حصتنا فأمثال هذه الدول صديق وشفيق في الظاهر وفى الخفاء عدو مدمر لا يهمه إن نهضنا او فشلنا فنحن عنده لا شيء
ومن اهم واقوى الإسباب التي ( تفرمل) وتعيق إستغلالنا وإستحدامنا لثرواتنا هذه بعد القساد بكل انواعه بما فيه التهريب هو التشاكس السياسى والصراع الدامى منذ استغلال السودان فكل احزابنا بلا برامج إقتصادية تنموية وأن كل برامجها هو الوصول للسلطة وبأى وسيلة كانت حتى وإن كانت بالإنقلابات العسكرية والتأمرعلى الوطن بزعم كسب المجتمع الدولى وتحقيق متطلباته حتى يحقق متطلباتتهم ويدعمهم ويحملهم الى كرسى السلطة وعلى مر تاريخ السودان لم نجد من الخارج إلا مزيد من الرهق والعذاب والتردى ولم نرى الخارج يضخ لنا الأموال ولا يمدنا بالتكنولوجيا المتطورة ولا حتى بالسلاح بعد أن يفجر في بلادنا صراعات بذرائع التهميش والعنصرية والان بالمناطقية والجهوية فيخلق فينا صراع يديره ويغذيه ويدعمه بالقرارات الأممية ولا داعم لنا ولا منجد ولا مآزر لنا فالكل يريدنا هكذا نقتتل ونتصارع ونتعارك حتى يظفر بغنائم الوطن وإن لم يجدها فقد وجد طريق للسيطرة على مارد يمكن ان يبتلع من حوله لما يملكه من موارد بما فيها البشر انفسهم ولا ينقصه شيء سوى ان يستيقظ من صراعاته ويلتفت إلى حاضره ومستقبله ، فالحروب التي صنعت وصممت لنا كلها بلا هدف ولا بنتائج سوى مزيدا من التردى والتخلف والدمار للوطن وكل الدعاوى التي صاغوها وملكوها لمن حمل السلاح يوما في وجه الوطن واهية ووهمية ولا وجود لها في ارض الواقع سوى أنها ثأرات وضغائن وإحساس بالدونية والنقص والحسد او الإرتزاق والعيش على جماجم وهياكل السودانيين .
رغم كل ذلك هناك بوادر وعي وإدراك وفهم بدأت تلوح عند الشعب السودانى بأن الحروب هذه لن تزيد إلا دمار وخرابا وتتشكل الأن معالم دولة سودانية جديدة كليا غير تلك التي كانت فالناس في بلدى صاروا أكثر حاجة للتعايش السلمى ورمى البندقية جانبا وصاروا أكثر وحدة وتماسكا من أجل البناء والتعمير وأدركوا أن التمرد والحروب ليس هي الحل وليست هي الخيار بل هي أسوأ الخيارات وصاروا ينادون لتحقيق المطالب من عدالة في التنمية وتوزيع الثروة والسلطة وعدالة اجتماعية ومساواة على أساس المواطنة والتعايش بالجلوس مع بعضهم البعض والتفاكر والتشاور لتحقيق ما لم تحققه البندقية وإختفت عبارات انتزاع حقنا و( قلع حقنا) إلى كيف نأخذ حقنا وكيف نسهم في تحقيق ونيل ذلك بالتخطيط والتعاون والعمل مع السلطة القائمة فالخطاب كان في السابق وخاصة من بعض التيارات الحزبية صارخا في أخذ الحقوق بالقوة والصوت العالى والضجيج والثورة فالسؤال هو من من تؤخذ الحقوق في التنمية والثروة والسلطة والمواطنة أليس هم بنوا جلدتنا ومنا وفينا أليس من الأفضل نعمل جميعنا من اجل تحقيق مطالبنا بدل ان نتصارع من أجلها بإيقاد شمعة خير من أن نلعن الظلام.
وختاما يجب على من يملك زمام الأمر في بلادنا ومن بيده السلطة الآن أن يعمل بكل جد ومسؤولية في قفل الباب الذى تأتى منه كل رياح الذرائع التي يشعلون بها الصراعات والحروب والثورات المصنوعة وهو التنمية المتوازنة والعادلة ولتحقيق هذه التنمية والنهوض بكل السودان وكل شبر فيه هو البنية التحتية فى كل شيء فالإنسان السودانى متى ما وجد الطرق المعبدة والكهرباء المستقرة المستديمة والمياه والمرافق الصحية والتعليمية وبيئة صحية ومعافاة من النظافة وتصريف المياه فإنه لن يغادر أبدا ارضه ولن يترك اهله وعشيرته ويستطيع ان يعمر أرضه فينبت الزرع ويسعى الضرع ليعيش بلا امراض وبلا عناء التعليم والاستشفاء ولا يعاني ويقاسي وعورة الطرق والانقطاع عن بقية الوطن بل سيجد الطريق سالكا لمتجاته ويجلب ما ينقصه من متع الحياة وضرورياتها وهذه اول خطوات الطفرة والنهضة أما إذا لم يكن لها بنية تحتية فيظل يعاني ويعاني فتضعف قواه فلا يزرع ولا يحصد ولا ينتج فيضطر إلى الهجرة والنزوح ، فالناس ياسادة تريد أن تعيش حياة سهلة وبسيطة في عصر كله مربوط بالبنية التحتية بمختلف أنواعها ولكن أهمها الطرق والكهرباء والاتصالات والمرافق الصحية والتعليمية والباقي ملحوق.
وقفة :
إذا أردنا ان نحافظ على وطننا ونعيش فيه بسلام ورفاهية فعلينا بترك الصراعات والحروب والمشاكسات السياسية وأن تصلح الأحزاب نفسها وتسمو إلى برامج تقدم مصلحة ونماء الوطن على مصالحها وأن لا تقدس الأفراد فيها على أساس عائلى او ثورى بل على أساس من يعطى للوطن.