بقلم/ العليش الطريفى الطريفى محمد. القضارف
عندما يتراقص الحنين امام ناظريك مذبوحا من ألم الفراق يا ود الصاوى ، (ولقد هيجت ذكريات اشتعلت نيرانها ولم تخبو لحظة) ، وبقدر ما للباحث في التراث الشعبي ، الاستاذ المحامي الطيب الصاوي ذكريات فى قرية ام ضهير (طيبة) لنا ذكريات أيضا اشعلتها ذكرياته الشجية فى دواخلنا، ولابد لنا ان نذكرها، عندما كنت طالبا بمدرسة ابى هشيم الثانوية العامة فى النصف الثانى من سبعينات القرن الماضى ، كانت ايام لها إيقاع ، حيث العلم والثقافة واقامة الجمعيات الادبية فى كل يوم الاثنين من كل أسبوع واتذكر فى ( عيد العلم) قمنا بتمثيل مسرحية يوسف سنينات وموسى ود جلى حيث كان الدكتور عبد الله احمد عبد الله يمثل دور يوسف سنينات والاخ الطيب عبد الله يمثل دور موسى ودجلى . حيث تدور احداثها فى الجدب والقحط الذى اصاب دار بنى جرار بغرب السودان ورحلوا يبحثون عن المرعي الى ان استقر بهم المقام فى ارض البطانة ورحب بهم يوسف سنينات ايما ترحيب حيث قال : حباب موسى وحباب الليلة يوما جابو.. حباب المن بنى جرار كرام انسابو… حباب المن ضيوف الهجعة ما بتغابو….. اب قدحا سبيل لمن وقف عند بابو… ولكن تاتى الرياح بما لا يشتهي السفِن ، حيث حصلت مشادة بين جلاب وجقلاب رعاة الابل من الشكرية وبنى جرار حيث قتل جلاب بكرة من ابل بنى جرار مما اثارت حفيطتهم وقاموا موس ود جلى بسبى امنة بت حسان زوجة يوسف سنينات وجواريها من قبل موسى وجل قومه . حيث كانت الفتنة . وقد عشنا اياما جميلات وحلوة بمدرسة ابى هشيم الثانوية العامة واتذكر تماما ان المستشار والخبير الاقتصادى مكى ميرغنى كان عندما ياتى الى ابى هشيم وهو طالب بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد كان يحضر الى المدرسة ويقوم بتدريسنا اللغة الانجليزية. وعند نهاية الاسبوع يراودنا الحنين الى قريتنا (نور الجليل )جنوب شرق الدندر والتى تبعد عن مدينة الدندر بحوالى ستة وثمانين كيلو مترا ، والتى اقيم بها اول عيد حصاد بالسودان فى العام ١٩٩٢م حيث شرفه والى الولاية الوسطى العوض محمد الحسن ، حيث نعدى الضفة الشرقية لنهر الدندر بمركب الصديق ود مصطفى بقرية ام ضهير ، ولا ننسى فضله فقد كنا نعدى بمركبه وما بشيل منا حق المعدية ، لاننا طلبه ، مما يعنى عظمة التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع انها قيمة يحفظها كل أفراد المجتمع دون تردد او وجل ، كانت هى الحياه بين الناس ، أسأل الله ان يضعها فى ميزان حسناته ، عندما نعدى نهر الدندر كانت هناك مسافة بين المشرع وقرية ام ضهير قرابة اتين كيلو تقريبا نقطعها (كدراويه ) الى ان نصل القرية يواجهنا ديوان المرحوم عمنا بابكر ود الفضل نسال الله له الرحمة والمغفرة ، فاذا به ينادينا ان اشربوا الموية ، وحينها نجبر بخاطر عمنا بابكر ود الفضل الرجل الكريم المضياف تحت ظل راكوبته الكبيرة قدام الديوان وينادي يا فضل جيب الموية ، حينها كان فضل ابنه شابا يافعا ونشيطا ، امش جيب الغداء خلى الاولاد ديل اتغدوا معانا ، مشوارهم طويل لى نورالجليل ، يا عم بابكر خلينا نمش العربات بفوتننا ، ولكنه يصر ان ما اتغديتوا ما تمشو ا ونجبر بخاطر عمنا بابكر ود الفضل، اسرع جيب الشاى يا فضل ، وعدها نستأذن من عمنا بابكر ود الفضل ، متجهين نحن الى موقف المواصلات ، و مرورا بالطريق يقف ديوان عمنا حسن ود الدرديرى شامخا كشموخ اهل ام ضهير ، فاذا ينادينا اتفضلوا يا اولادى حرم تتفضلوا وجبرا لخاطره ايضا نصله ونسلم عليه وابنه عثمان جالسا معه فى ظل راكوبة الديوان وينادي عمنا حسن ود الدرديري نسال اله له الرحمه والمغفرة لابنه جمال …. يا جمال جيب الموية لاولاد اهلك ناس نور الجليل وياتى جمال حاملا جردلا من الماء وكوز للشراب ، ويسلم علينا ويسقينا فردا فردا ، اقعدوا اتغدوا معانا ، هكذا يقول عمنا حسن ود الدرديرى ونشكره ونقول ليه نحن اتغدينا مع عمنا بابكر ود الفضل ، ويقول لينا الدور الجاى معاى ان شاء الله ، ونودعهم بالاحضان هكذا كانت الحياة وهكذا كانوا الناس فى بلدى وما زالوا ، ومنهم نتجه نحو الموقف مرورا براكوبة الحداد ود النعيم ، والذى ذكره الشاعر الرضى محمد عبد الوهاب امد الله فى أيامه وقد بلغ من الكبر عتيا فى (مسدار الجمل) بشكر فى جمله الذى ركبه من البطانة مدينة الصباغ متجها الى ديار الدمر فى الرجوع من رحلة (النشوغ ) النشوغ رحلة العرب الرحل من (قبائل رفاعه )من دار الدمر فى غابات الدندر الى ارض البطانة فى فصل الخريف راجعاالى الدمر فى غابة ابو عليبه وهى غابة تقع غرب قريتنا نور الجليل حيث قال فيه : من الصباغ قام المنسل عقبو نيتو الحق الحله وتميرها يعقب مرورا بمشروع الرهد الزراعى حيث حيث قال : اتوجه المشروح وشنحيبا طويل جاه الدرب مطروح…. وخبو سريع واوهط من سفينة نوح ، ونحن متجهين الى الموقف نمر براكوبة عمنا الحداد ود النعيم مرات نلقى فيها عمنا ود النعيم بشحمه ولحمه وربنا يرحمه ويغفر له ، وبعض الاحيان نجد ولده محمد على ونسلم عليهم وينادوننا اتفضلوا اشربوا مويه ونشكرهم على ذلك ، وقد اصبحت المسافة قريبه للموقف ، حيث ( راكوبة القبانة ) عبارة عن راكوبة يشيدها مجلس منطقة الدندر والذى يراسه عمنا المرحوم محمد المنصور العجب فى ذلك الزمان ، وتشيد الراكوبة فى (الدرت) موسم الحصاد من اجل تحصيل رسوم المحاصيل وبالمناسبة مجلس منطقة الدندر من أهم المجالس التى ترفد الخزينة العامة بالخرطوم ، ننتظر فى ظل راكوبة القبانة عربات الحله ونركب دون أن ندفع أجرة المواصلات ، وما بشياوا منا لأننا طلبه كنا مقييمين فى ذلك الزمن الجميل من كل أفراد المجتمع ، حيث كنا مميزين ومتفوقين وموفقين أيضا ، نركب المواصلات من ام ضهير مرورا بطلحة بلاد العمده نصار والتى ذكرها أيضا الشاعر الرضى محمد عبدالوهاب فى (مسدار الجمل) حيث ذكر فيه بعض قرى الدندر التى مر بها وقال : آخرها (التكينة) وفات قعرة الخور يعنى (خور ود الحسن) وسالو جفيل بعد ما قرب (ام دمور) (هى قرية الصحفي احمد يوسف التاى) فى (ود ابو تفه) قبل جاب سراعة وخفة …مكنونة امها الغلب جناني وصفا … نيتنا الهجوم لى القلبنا موالفا … تكيلات (السميح) شافن بقن لو خزاز … وبعشوما سمع نقره ووطاتو عزاز…بعد بش الزراق من محجنو النزاز…زوزا وجاب رحيح ديك الخلاء الفزاز ….نط (دمبس) واخر (الدقاق)… وخلا قفاه انزف فى جرايدو وشاق …. دا الخلاك تسوى تنقز الدراق على الكبريت شاعل وفى البدن حراق … (جبور) والدول جاهن مدعدع راف من عين الحسود حويتو للاشراف (إشارة لمقابر قرية اب راو) حيث كان يسكنها الإشراف الابيضاب قبل ما يرحلوا لمدينة السلام . (ابو راو) و(ام ضهير)(قردية) سكنت غادى….نيتو يمحق الرب ابو جريدا ماضى….. داك ودالنعيم قام الدغش مسادى قزز شوفو فى الدعجه ام قرينن نادى(ود النعيم هو الحداد بقرية ام ضهير ) عقب الطلحه ديك شاقت بلاد نصار….(نصار هو عمدة ابوهشيم شقيق الناظر المنصور العجب رحمهما الله ) هابط زنده ماضى وخفه ما عتار…..لبسلو وشاح وحمل النار …. وقصادن بنيشن وللسهم خبار ….. من درب (التكمبرى) شافلو دهمة وخز …. نبع الحنه من دوفو المحجم ونز …. حاكا فروج النعام الفزا …. جاب خبا شديد وعلى الدرب بتمزا ….التكمبرى قرية الشريف بابكر ابو قرابيب والد الشريف بله رحمهما الله حيث التقابة والمسيد العامر الكبير حيث قيل فيها(التكمبرى كل زول فى بيتو فنجرى القهوة والبراد اجنك جرى) وبالمناسبة التكمبرى قرية حلة المستشار القانونى وزميل الدراسة بمدرسة ابى هشيم الثانوية العامة الدكتور عبد الله احمد عبدالله ، جاء عند الحنية وتكنة (الملاسى ) سالو جفيل وجاب خبا مشتت وراسى. … يا شيخ تنجى اب جريدن عاصى …. تدنيلو البعيدة واهونلو الشيء القاسى.. . جا فى (دبركى) الدرب يسيرو رحيح …. ونيتو نقيل المختار كريم الضيف …. جيت عند صاحبى ألبتم الكيف … مع قول السلام علقلو بالاستيف قرية دبركى هى القرية التى وقعت فيها المعركة الكبيرة بين قوات الدعم المتمردة واهالى المنطقه والتى قصمت ظهر التمرد فى منطقة الدندر عامة . … . شديتو العصير بقت المسافة قريبه.. .. جمع افكارو نيتو العشوة فى ابو عليبة ….. بعد جيت فى البلد ايامك جميلة وطيبة…… الروق ونسألم بى اهالينا عرفة وهيبة…… اصبح مرتاح واهامك فى الحبوب لى شقة البياح …. نزلتو البحر نشحتو فيه نشاح….. وغسل منو كرد قردو البقالو وشاح …. بعد جيت فى البلد الوطاتو مرية والعيش كل يوم سويتو ليك رعية. ….. ود الامو حرة ونسلو ما بشارية …. روق واتمهل عقب السفر عربية.. . ! هذه جزء من (مسدار الجمل) للشاعر الرضى محمد عبد الوهاب ، وقد استحضرت من هذا المسدار تلك الليلة الشعرية فى العام ١٩٧٢م تقريبا التى اقامها الشاعر محمد عبدالله الفرجونى بقرية نور الجليل استضاف فيها بعض من شعراء الباديه منهم الشاعر الرضى محمد عبد الوهاب وعمر ود البشير وعبد الله ود احمد واللبيب جالدوق والد الفنان بله ود الاشبه وبعض من الأصوات النسائية من البادية لا أتذكر اسماءهن حيث قال فى ذلك الشاعر المرهف الاحاسيس والمشاعر المتدفق القا وشاعرية الشاعر محمد عبدالله الفرجونى حيث قال : الدندر كرب قمريتو قالت قوق.. . ..فيهو رجال عامرين فى صدورهم سوق…… عمر ود البشير فارس المحاصة ام عوق .. .. وود عبد الله احمد واللبيب جالدوق . هل غادر الشعراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهم ؟ الاستاذ الطيب الصاوى لقد حركت فينا الحنين الى الزمان والامكنة حيث الزمن الجميل والناس الحنان ، والقيم النبيلة والمبادىء الفاضلة والنية البيضاء السليمة. دمتم بخير وعافية مع تحياتى للجميع .