مقالات الرأي

فلتحصن بسياج من الأمن وتزحف نحو الشر لوأده في عقر داره

5Ws-Service

بقلم: الزين عبد الرحمن محمد احمد 

رغم حجم المأساة وشدة وطأتها وقوة تأثيرها على الوجدان الجمعي للإنسانية وعلى شعبنا الكريم إلا إننا نعرف عدونا جيداً ونعرف إنماط سلوكه الإجرامي الذي مارسه في أي بقعة وطأت قدماه النجسة … مارسه في قرى سنار المسالمة نهب وسرق وقتل وتوحش وناصره ضعيفي النفوس الطائشين ظنوا إنه غمام ممطر فكان عليهم سحاب هجام يمطر الموت والنهب والسلب والقهر فكانت سنار تأن لوحدها وتتحمل جراحها وغيرها من المدن تتوجس وتتحسب للموت القادم … ومن بعدها جاءت الجزيرة فكان السلوك النمطي المتكرر في القتل والنهب والإذلال واحد لا يتغير .. أذكر أنني في اليوم الثاني لدخول مدني كان شارع الخرطوم مدني مملؤء بالعربات المنهوبة والتركترات في اصطفاف عجيب كلُ يسعى ليكون له أكبر قسط من غنائم البسطاء التي اكتسبوها بعرقهم وجهدهم بلا سند سلطة وتملق للحكام (بضراعهم). في ذلك اليوم نهبت قرى ومدن غرب الجزيرة ، وأذل مواطنها شرر إذلال.

اذكر أن البطانة والجزيرة كان اللطام فيها بالحديد النار وكثير من الجولات كان الحسام فيها هو الفيصل … هم يصطادون العزل والبسطاء والمدنيين ويتلذذون بإشباع نفوسهم المريضة في إذلال المواطن للإخضاع ولكن هيهات ..

وا حسرتاه على من كن في مرعاهن صبحاً ومرواحهن في المساء يتصايحن لملاقاة صغارهن عائدات للديار التي تربينا فيها بالعرق والجهد والاغتراب الطويل كم كان فراقهن صعب على نفسه ؟ ذلك الشهم الذي أفنى عمره معهن أنهن بقرات عمنا عمر موسى اللاتي كنا له الأنيس والدرقة التي يدرأ بها أهوال الزمان ونكباته .. ؟ نهبوهم جند ( الآفاك حميدتي ) .. 200 بقرة ؟ بعد قتال واستشهاد نفر كريم من شبابنا الشجعان ونسأل الله لهم القبول والرحمة و أن يعوض عمنا ما أصابه في ماله …

تبت يدا أمارات الشر والرذيلة التي أمدت هذا الأفاك القاتل بمعدات القتال المتطورة ليفتك بالبسطاء والآمنيين في ديارهم .. وتبت يدا من ذرع في أرض السودان هذا النبت الشيطاني الآثم وشرع له في غفلة وعدم احتراز للعواقب.

كل العالم شاهد ما قامت به المليشيا من قتل للآمنيين والبسطاء العزل في الفاشر وهو سلوك منهجي قامت عليه المليشيا منذ تأسيسها وليس عليها جديداً فالرحمة المغفرة للشهداء ونتمنى لهم القبول عند الله . والغضب واللعنات على أمارات الشر الساندة والممولة للمليشيا المجرمة .. وكل من حالف الأشرار.

والآن كل الشعب السوداني الذي تواجدت فيه دياره المليشيا يعرف كل شيء عنها وذاق منها الويلات .. فلا يلدغ المؤمن من جحرٍ واحد مرتين . فعلى الكل التدرب والجاهزية خاصة الشباب لقبر هذا التآمر الدولي والإقليمي .. العالم الآن عديم القيم وتحكمه المصالح حتى ولو على الاجساد والدماء.

فلتبني كل مدينة أو قرية حول نفسها جداراً من حديد وسنان بسواعد أبنائها وتزحف للقاتل الشرير في عقر داره لوأده ..

عاش السودان حراً مستقلاً موحداً ـ

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى