
بقلم / قسم بشير محمد الحسن
ليس ثمة وجه شبه ما بين حقبة الستينات من القرن الماضي، وحقبة والالفية الثالثة الحالية بالنسبة للأوضاع في السودان ..
إذا قارنا بين الحقبتين نجد أن البونَ شاسعٌ والفوارقَ كثيرةٌ ولا مقارنة إطلاقاً من حيث الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، لقد كانت حقبة الستينات مميزة في كل شيء هيبة وزينة وكرامة وطنية وامن وأستقرار ونهضة.
بدأ العد التنازلي في كل اوجه الحياة بعد خروج الانجليز ولم نستطيع المحافظة علي موروثات الانجليز حيث طال التدهور كل ماتركه الانجليز من مشاريع فكيف حال مشروع الجزيرة اليوم مقارنةً بأمسه الذهبي ؟ وكيف حال السكة الحديد اليوم مقارنه بأمسها المخملي ؟ وكيف حال عملتنا الوطنية، ذلكم الجنية السوداني البطل الذي كان يوازي (3) دولارات ، وهو يوازي ايضا الليرة اللبنانية.. الآن سقطت الليرة في الجب العميق وعام الجنيه السوداني وتحول الى جنازة بحر.فما المقارنة بينه اليوم والأمس ؟ وكيف وكيف ؟ اذن لماذا تطورت الدول ولوقت قريب كانت عواصم بعضها يتخلل مبانيها الجالوص ؟ و عليه هذا الفشل ينحصر في سببين لا ثالث لهما الاول هو ازمة الضمير وغياب الوطنية والثاني سوء الادارة حيث ظللنا نحارب ونتجاهل العالم ويحل محله الجاهل وتظل المحاباة والعلاقات الشخصية والرحمية هي ماتصنف الناس وتقودك الي المنصب بينما يبعدك الخلاف الشخصي والاحقاد عن ذلك وعليه لا ينظر اليك كإداري ماذا انجزت وحققت في عملك ؟ بل ينظر لعلاقتك الشخصية برئيسك المباشر وهي من تحدد نجاحك وفشلك وتبقي هي المحك فأن صلحت صلح اداؤك وعملك ولو كان صفرا وإن فسدت فسد اداؤك ولو صعدت الي سابع سماء ويبقي ولاءك السياسي اوعلاقتك الشخصية هي ما توصلك الى المنصب ” فكيف يتسني لبلد ان ينهض وتدار خدمته المدنية بهذه العقلية العقيمة ؟ وكيف يتسني لبلد ان ينهض وكل همنا هو الوصول الي المنصب وحتي ولو علي اشلاء الوطن ؟ وكيف يتسني لبلد ان ينهض وكل همنا الانتقام من خصمنا وتجريمه بمجرد ان تربعنا علي المنصب ؟ ونرمي بالقانون في سلة المهملات وكيف يتسني لبلد ان ينهض ومازال الخلاف يدب في اوساطنا منذ ان خرج المستعمر والي يومنا هذا ؟ وكيف يتسني لبلد ان ينهض ونقدم مصلحتنا الشخصية علي مصلحة الوطن؟ وكيف يتسني لبلد ان يتقدم ودوما نتحدث كذبا ونفاقا ونداري الحقيقة ؟ وتظل الحقيقة موثقه من قبل المواطن وعليه فلننظر الي الولايات المتحدة الدوله اللادينية والتي يسكنها الاف العرقيات ويتجاوز سكانها ال٢٥٠ مليون نسمه وتضم ٥٠ ولاية وهي تدار كعقرب الساعة وتشهد تطورا مضطردا في كل اوجه الحياة لأنها تدار بقانون يسري على الكل ويحترم من قبل الشعب الاَمريكي.