لحظات باقية في حياتي.. عندما صدح وردي وانطلقت زغرودة من أمي

بقلم / مولانا حسين الفكي الإمام الأمين

(قاضي المحكمة العليا سابقا- مقيم بدولة الامارا)

هي ايام باقية وليست لحظات باقية  كما سماها الشاعر المرهف إدريس محمد جماع الذي ولد في عام ١٩٢٢م وتوفاه الله تعالي ١٩٨٠م ولم تكن لحظات الشاعر إدريس محمد جماع لحظات مفرحة او سعيدة ، حيث عبر عن هذه اللحظات من ديوانه ( لحظات باقية)قائلا:_
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه..
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه..
لما عظم الأمر عليهم  تركوه ..
من يشقيه ربي فكيف انتم تسعدوه…
اما لحظاتي والحمد لله هي ليست لحظات باقية وإنما ايام باقية في جراب الذاكرة وهي ايام كانت ايام سعيدة ولعل حالة  المرض القاسية التي مر بها إدريس جماع هي التي حملته لان يقول ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه .
وهي حالة الاسي والحزن الممزوجة بالشوق حينما قال :_
نزلت شطك بعد البين ولهانا ،.
وذقت فيك من  التبريح الوانا.
وقياسا علي تلك اللحظات فقد عشت أياما باقيات في صيف احد الأزمان ولم يكن قاسيا كما يبدو لكثير من يعيشون في المناطق الحارة وكان ذاك في ليالي تحول فيها القمر بدرا حيث انطلقت زغرودة من الوالدة إعلانا بزواج احد أبنائها وليس مهما ذكر تاريخ تلك الأيام بالتحديد، ولكنها أياما سعيدة وفي تلك الأيام كان قد انطلق صوت الفنان محمد وردي منشدا ( فدي لك العمر ولولا الاسي لقلت،تفديك الليالي الطوال ،
ولولا الاسي لقلت تبكيك الليالي الطوال .وفي تلك الأيام  السعيدة  انطلقت اصواتا مغنية وتردد ( ابني عشك ياقماري قشة قشة . وهي ايام تمثل في العمر لحطة العمر لتبدأ الرحلة من حلة الشريف يعقوب الي الوحدة ريفي بركات ( الشكابة) ،وهي رحلة مسائية لبناء أسرة المستقبل التي كل منا يتمني ان تكون رحلة سعيدة واخالني اردد مع الفنان حمد الريح
( حمام الوادي ياراحل مع النسمة الفرائحية مع  الياسمين عز الليل تواصل رابية منسية ،.
صغارك مشتهين ترجع تضم  العش بحنية.
مش حرام تخليهم للرياح ،
وانت عارف القاسو ما شوية.
ما جعل ذاكرتي تنتعش وتنادي( اجمل تلك الأيام )
هي تلبية لدعوة غداء مني للعرسان  عثمان ابن مولانا اخي  ازهري مبارك الفاضل علي الشيماء ابنت اخي مولانا خالد محمد احمد وقد لبي دعوتي العرسان وأسرة ومولانا خالد محمد احمد في داري بحي الراشدية  بإمارة عجمان بدولة الامارات العربية المتحدة .
فلهم جميعا الشكر علي تلبيتهم  الدعوة التي الهمتني ان اردد قول احد الشعراء
( يا ليت ايام الصفاء جديد ،
ودهرا تولي يابثين  يعود .
مع الفارق في مناسبة هذا البيت وحالتي السعيدة التي عشتها ايام الزواج ومازالت الأيام حبلي  تلد كل سعيد وجديد والحمد لله الا ان ايام قائل هذا البيت يبدو أنها كانت صافية بعد جفوة ونتمني الشاعر ان تعود لسابق عهدها
اما ايام الزواج فهي ايام باقية لا تنسي خاصة إذا ظلها الصفاء واستمرت الأيام لتؤكد انها اكثر صفاء لاجفاء فيها الا ما كان عابرا.
حسين الفكي
الثامن والعشرون من شهر يونيو ٢٠٢٥م
الموافق الثالث من شهر محرم  ١٤٤٧هجرية .