
بقلم/ قرار حسين كسلا
بقدر ما أن الغدر والخيانة تؤلمنا، حينما تقع على النفس خاصة ممن نُكنُّ لهم التقدير والإحترام، ويكون الأمر أشد إيلامًا عندما يقع الغدر من أقرب الناس لنا، لكن بقدرما أن ذلك يؤلمنا إلا أنه درس للتعلم واخذ الدروس والعبر، كما أن التجربة خير دليل..
الغدر والخيانة صنوان ، وكلاهما وجهان لعملة واحدة وهي عملة النفاق، والتي باتت على أيامنا هذه العملة الأكثر تداولًا في أسواق الكذب..
الغدر والخيانة من الصفات الذميمة،التي حذر من القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلوات الطيبات مع أزكى التسليم..
تفشت في مجتمعاتنا ظاهرة الغدر والخيانة ، وهو أمر لم يحدث عن فراغ، فهناك مصدر معلوم لهذه الشرور، فالإبتعاد عن الدين وغياب الوازع الديني واستسهال الحرام، كلها أمور تفضي إلى الغدر والخيانة ..
كما أن دوافع الغدر والخيانة في الغالب تكون بسبب الأنانية والأطماع، فما غدر إلا انتهازي أناني، وما خان إلا غارق في حب الذات والأنانية ، وبعيد كل البعد عن الإيثار.
الغدر والخيانة تعتبر الاوجع والأشد إيلاما على النفس أكثر مما سواهما لأن الغدر والخيانة لا تحدث إلا من قريب أو مقرب أو صديق لكَوْن هؤلاء جميعا مصدر ثقة ومحط الطمانينة والأمن ، فالغدر لا يأتي من عدوء لأن العدو تتحسب له وتتوقع منه كل شيء وتحتاط له..
أما القريب والصديق يأتيك غدره وخيانته من حيث مأمن الحذر، لذلك تأتي الخيانة والغدر من حيث لاتحتسب فيكون ألمهما أشد وطأة على النفس..


