
بقلم/ غادة المنصور العجب
تمر الأيام والشهور والسنوات بسرعة خاطفة حتى لا نكاد نشعر بها فيا سبحان الله الخالق العظيم ، بالأمس كنا أطفالًا نلهو ونضحك بلا همٍّ ولا حزن واليوم نحن كبارٌ نركض خلف الدنيا وملهياتها وغدًا لا ندري أين سنكون لحظة بسيطة مثل النظر إلى ساعة تقويم الهاتف قد تهزنا من أعماقنا فنكتشف أن الزمن مضى والشهور انقضت والسنوات تقلبت ونحن ما زلنا في نفس الدوامة.
الدنيا تجري صباح يتلوه مساء وأحلام تتبدد وأعمار تتناقص ونحن نظن أننا ما زلنا في بدايات الطريق لا شيء أسرع من عمر الإنسان لأنه كلما مضى يوم اقتربت النهاية وكلما اقتربت النهاية اقترب اللقاء الحق مع الله.
ويا للأسف كثيرٌ منا غرق في ملذات الدنيا في الركض خلف المال والجاه والأماني المؤجلة حتى غفل عن المعنى الحقيقي للحياة وهو العمل للآخرة والتزود بالتقوى وحسن المعاملة مع الناس. قال تعالى:
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾.
حين ندرك هذا ينبغي أن نسأل أنفسنا ماذا أعددنا لآخرتنا هل قدمنا أعمالًا صالحة تشفع لنا؟ هل أصلحنا قلوبنا؟ هل سامحنا من ظلمنا أو اعتذرنا لمن أخطأنا في حقه؟ هذه الأسئلة هي التي تعيدنا إلى الصواب.
الدنيا ستظل جارية سريعة لا تتوقف عند أحد لكن العاقل هو من يجعلها مزرعةً للآخرة فيزرع فيها خيرًا يحصده هناك فلنتوقف قليلًا وسط هذا الركض الجنوني لنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب ولنعد إلى الله قبل أن نعود إلى التراب.
رحم الله من وعى هذه الحقيقة وعمل بها وجعلنا جميعًا من الذاكرين الشاكرين ومن الذين إذا نظروا إلى مرور الزمن تذكروا الآخرة وأصلحوا أعمالهم واستعدوا للقاء ربهم.
محبتي..
غادة المنصور العجب