
بقلم / عصام محمد احمد “الساحر”
الشيخ موسى هلال..عالم يكتنفه الغموض والاثاره..ورجل صقلته التجارب السياسيه فصار لغزا محيرا….كل ما حوله خبايا واسرار..يصعب فك طلاسم تفكيره والغوص في اعماق عقله لسبر غوره…وقد اراد لنفسه ان يكون في هذا الموضع..بموقفه الرمادي وادعاء الحياد على مستوى العمليات العسكريه والمعارك التي تقترب منه بسرعة بطيئه…فمستريحة التي رحبت بما جاد به سماء الجيش من ادوية واغذيه انزلت له..هي نفسها مستريحة التي استقبلت ابنها العائد منسحبا مع قواته من ارض المعركه …السافنا الذي كان حتى وقت قريب جدا يعتبر من اقوى قيادات المليشيا …يحارب الجيش بذات القوة والعنف… يستقبل فيها استقبال الفاتحين ..وموسى هلال الذي هاجم وانتقد اولاد دقلو وقال ان اصولهم لا تسمح لهم بالبقاء في السودان ناهيك عن حكمه..لم يتواني عن رفضه لحكومة تأسيس..وقال ان الاعلان عن مولدها هو اعلان عن مسخ يهدد وحدة الوطن وسلامة اراضيه ويمهد لتقسيمه ……. خدمة لاجندة اقليميه تطمع في موارده وقراره السيادي وليس لجلب الديقراطية والرفاهية للشعب كما يدعي قادته…..
الشاهد والظاهر ان هلال يميل اتجاه الجيش ولكن الواقع تكشفه بعض الخفايا وتفضحه المواقف…..ڤهو اذا لم يبدِ حياده فانه يحفظ بعض جميل لحميدتي لابقاءه في مناطق سيطرته بامان…وهو لن ينسى باي حال ان المتصارعين الان على البلد هما الطرفان الذان اذاقاه الذل والاهانة ..بين عشيرته وقبيلته حينما جاء ت قوات حميدتي لتلقي القبض عليه تنفيذا لاوامر قائد الجيش انذاك البشير..ولن ينسى بطبيعة الحال انه تعرض للاذلال وتم اطلاق النار على احد ابناءه الذي حاول اعتراض الاعتقال..وكيف ان حوش نظارته تحول الي ميدان اشتباك..حتى اضطر ان يخضع للامر حرصا على حقن دماء القبيله..وانه بقى محبوسا في السجن لفترة طويله ..والسجن لا يليق برجل مثله قدم ولازال بامكانه ان يقدم للبلد وللنظام الكثير…..طبعا وقتذاك…
ويبقى السؤال الذي لم تسأله قيادات الجيش ولن يجيب عليه احد…لماذا تبقي عليه المليشيا في مناطق سيطرتها وهو وقواته محاصرة من الاتجاهات الاربعة..دون ان تهاجمه وتشتت قواته الامر الذي لن يكلفها جهدا ولا وقتا… رغم كونه يجاهر بعدائها علنا ويدعي مساندته ودعمه للجيش…….
قد يسوق البعض منكم التفكير في وحدة القبيله وابناء العمومه..فهل وضعها حميدتي في اعتباراته وحساباته عندما ارسل بعض ضباطه الصغار لاعتقاله عل النحو الذي ذكرنا في سياق حديثنا السابق…
الذي يجهله اولئك البعض ان ثمة نسب واخوة بين محمد كاكا وبين الشيخ..فاخوة كاكا من ابيه..هم احفاد شيخ هلال…
ومن هنا يتضح ان كل الموضوع ربما يتعلق بضمانات قدمها كاكا للشيخ لحمايته من غدر حميدتي..الذي قبلها على مضض..لان الذي بينه وبين كاكا ويخص احفاده دم وثار ابيهم الذي قيل وراعي الضان في خلا تشاد يعلم بانه من دفع بابيه لي مقتله بعد ان رفعه ابوه ليصبح نائبا له في حزبه الحاكم ليعده وريثا للسلطة من بعده…..ولكن الابن لم يستطع صبرا وينتظر …ليرث حكمه ووعده……
نواصل