
بقلم /الزين عبد الرحمن محمد أحمد
الانفجار الدراماتيكي والفوضى التي عايشها الشعب السوداني أثناء فترة الجنجويد لها ما سبقها من التردي الامني والسيولة الامنية وهي حالة مرصودة من أي مواطن سوداني وانتشار تسعة طويلة والنهب (عينك يا تاجر) في كل سوق في أي مدينة في السودان تنهب بعد إشهار السلاح الأبيض بعض الناس تقاوم وبعضها يستسلم لقدره وبعضهم يبدي مقاومة باقي المتجمهرين فراجة فقط لا يتدخلوا فيما لا يخصهم لا وجود للشرطة لمواجهة المجرم المنتهب يمكن أن يصطاد فريسة أو أكثر ، كان التجار أيام حمدوك يقفلون محلاتهم أمام المواطنين لأنهم لم يعرفوا أسعار الدولار وعندما يتثبوا من سعر الدولار وخاصة إذا كان به ارتفاعاً زادوا على المواطن وهو لا حيلة له أمام هؤلاء عندما تمر على البقالات تريد أن تشتري سلعة تجدها متفاوتة الاسعار بين كل دكان وأخر دائماً بالزيادة لا بالنقص ، أصحاب المخابز شكوا أكبر تحدي على الوزير أنذاك (الثورجي المتحمس) فتجد المخابز حولها الناس مصطفة من صلاة الفجر وفي كثير من الأحيان لا يجدوا خبزاً ، يصادف أن تأتي لسوق بحجم سوق (6) فلن تجد فيه قطعة خبز واحدة
كان أصحاب السيارات بمختلف أنواعها و موديلاتها القديم والفاره يمرون على الشعب المصطف في المواقف لا يعنيهم من أمره شيئاً مبتعدين عن قيم الدين في أن من (كان له فضل ظهراً فيعد به على من لا ظهر ) ولو أن أي صاحب عربة وخزه ضميره وحمل مواطناً في عربته فما كان هناك تزاحم ولا اصطفاف ومعاناة لأحد الاخوة عربة يذهب بها في مسافات طويلة لمدني ، إن كنت محظوظاً تصادفه في الطريق فأنا أضمن لك الوصول المجاني لوجهتك ، أنا اسميها المبروكة يستحيل أن تكون فارقة في ذهابها وإيابها .. فما أحلى الدعوات التي يقدمها الركاب بعد بلوغ مقصدهم ، صافية كالبلسم الشافي .
كل هذه الدراما والدوامة الماساوية والدولة تتفرج والضمير الجمعمي ينظر ويستغرب ويستفهم ويستنكر ولا حراك لهما والمواطن لا مغيث له اصلاً الدولة والإدارات العليا والوسيطة غائبة عن المشهد يا ساتي الدولة لها سلطان وسطوة فإن لم تٌفعِل ذلك فإنها تكون في وادي والشعب في وادي ، فإن كان تجمهراً غير مشروع في نظر الدولة والقانون ومطلبي كانت الدولة حاضرة في الساعة والحين ومعها ( كرباج) البطش والتفريق. يا ساتي من رعى ماشية تخير لها المرعى الخصب وحدا لها حداءاً جميلاً طربت له وأذكر أن احد رعاة الإبل في منطقة شرق الجزيرة كانت له أبل يهتم بها اهتماماً بالغاً ويحدوا لهن فيأتنه وعندما مرض بداء الملاريا و غاب عنهن وعندما جاءت مواعيد وردوهن النيل الأزرق قام بمرضه واستقبلهن وحدا لهن حدائه الآخاذ فاتنه يتعارضن وكان العناق كأنه غريب طالته غربته وأستقبله أهله بكل الحب والحفاوة. هذا الرجل يدعى (ود شنتير ) وهذه قصة مروية عن ثقاة. فما بال هذا الشعب رعاة أموره غافلين عن نجدته والاهتمام بما يعانيه هذه المشاهد كلها أيام السيد/ حمدوك وأيام (الطرطشة) ارويها وأنا شاهد عليها وعايشتها لم يروها لي راوي.
بعد انتشار ظاهرة النهب والغصب في وضح النهار أصبح الناس مسلحين بالاسلحة البيضاء كالسكاكين والسواطير والعكاكيز بأنواعها والفرارير والسيخ كأنهم ذاهبين لمعركة. كان السواقين يتحكمون في سير خطوط المواصلات ويفرضون السعر الذي يريدونه على المواطن المغلوب كانت الناس مصطفة في صفوف في أي موقف في انتظار أباطرة المواصلات فكثيراً ما يأتوا بعرباتهم فارقة ويصفونها في الموقف نحن مصيبتنا في السلطات المحلية والمسئولين الموجودين في الأسواق لا حراك لهم( فراجة) في كل موقف مواصلات ينتشر الناشلين أصحاب العربات والكمسنجية يعرفونهم ويمارسوا أعمالهم المخزية هذه أمام كل هؤلاء لا حراك للسلطات فلو كلفت السلطات المسئولة أحد منسوبيها في ظرف 10 دقائق لرأي كل المخازي أمام عينيه بكل بساطة يمارسون عملهم عادي وبكل طمأنينة ؟؟.
هذا ما كان أما ما لم يكن تصوره أن من إستأمنوا واعتقد حسني النية أن بهم خير للبلاد والعباد يكونوا بهذه الدموية ويمارسون التهجير و التخريب لما بناه الشعب السوداني في عقود ما هذه العقلية العدوانية؟ هل يرجى ممن فعل هذا الخراب والفوضى أن يبنى على أنقاضه خيراً ؟ هذا مشروع خائب وساقط اخلاقياً من أيده خاسر فلا شك عندي أنه زائل لا محالة طال الزمن أم قَصر فويلاً لقصيري النظر مما اقترفت ايديهم .
لطائف
(أصلوا العمر كان درباً مشيتوا كسيح وكان غرساً سقيتوا بكاء وقبضت الريح ) ؟
الليلة الشايب جنا
وجاب خباً محنا
برد الزيف قابلنا
والفيها نصيب تصلنا
في زحــــــــــــــمة النـــــــاس ***** صــــــــــعبة حالتـــــــــــــــــــــي
فجأة اختـــــــــــــــلف لــــــوني ***** وضاعت خطـــــــــــــــــــوتي
مثلي وِقْفت تلمـــــــــــــــس ***** جروحي وحــــــــيــــــــــــــــــرتي
بــــــــــــــــــــــعيـــــــــــدة وِقْـــــــــــفت ***** وأنا بعيد بلهـــــــــــــــــــــــــفتي
ما حد عرف اللحـــــــــــصل ***** ما حد لمس مثلي الأمل