حوارات وتحقيقات

مع القامة الإعلامية يسرية محمد الحسن في حوار إستثنائي

أجرت الحوار: شذى عبدالله طه

مع القامة الإعلامية يسرية محمد الحسن

هؤلاء العمالقة:شمو، صالحين، محمد سليمان وبولاد، وآخرين، كانوا قدوتنا

هذه كانت متعة بالنسبة لي عشتها بكل أحاسيسي
الإذاعة السودانية هي الجامعة التي تخرج منها الإعلاميون بكل تخصصاتهم

حين نتحدث عن الإعلام السوداني، لا يمكن أن نتجاوز اسمًا بحجم يسريّة محمد الحسن.
هي ليست مجرد إعلامية، بل أيقونة ارتبطت بالصدق والرصانة، وبصوت ظل حاضرًا في تفاصيل الوجدان السوداني لعقود.
منذ خطواتها الأولى وهي تحمل همّ الكلمة المسؤولة، ومذياعها كان جسرًا بين الناس والحدث، قلمها ظل شاهدًا على مراحل وتحولات كبرى.
يسريّة محمد الحسن ليست صفحة في دفتر الإعلام فحسب، بل فصل كامل يُدرّس، وتجربة متفردة ملهمة لأجيال من الصحفيين والإعلاميين.
موقع “5Ws-service” الإخباري أفرد هذه المساحة الحوارية للتوثيق لبعض جوانب تجربة الأستاذة يسريّة محمد الحسن

حاورتها: شذى عبد الله طه

** أستاذة يسرية، لنبدأ من البدايات… متى كانت اللحظة الأولى التي شعرتِ فيها بأن الإعلام سيكون طريقكِ ومساركِ المهني؟

– منذ الصغر كنت مولعة بشراء مجلات الأطفال وقراءة القصص. كانت متعة بالنسبة لي أعيشها بكل أحاسيسي. ربما كانت هذه الهواية سببًا في حبي للغة العربية وتحفيزي على الكتابة. كنت أكتب وأطلع أساتذتي ووالدتي – رحمها الله – على ما أكتب، فوجدت منهم التشجيع الكبير.

** عملتِ في فترات دقيقة من تاريخ السودان، كيف تصفين التحديات التي واجهتِها كامرأة في مهنة صعبة مثل الإعلام؟

– لم تكن هناك تحديات تُذكر، فقد ولجت هذا المجال في نهايات السبعينات وبداية الثمانينات، وكان الإعلام وقتها في قمة نضوجه. كانت هناك شخصيات إعلامية كبيرة وأسماء لامعة مثل: البروفسير علي محمد شمو، والراحل محمد خوجلي صالحين، محمد صالح فهمي، حمدي بدر الدين، حمدي بولاد، محمد سليمان بشير وآخرين. هؤلاء شكلوا لنا القدوة في صناعة الإعلام.

** ما المحطة التي تعتبرينها الأكثر تأثيرًا في مسيرتكِ الطويلة؟ ولماذا؟

– الإذاعة بلا شك هي الجامعة التي تخرج منها الإعلاميون في كل تخصصاتهم؛ من مذيعين، مخرجين، معدّي برامج، كتاب سيناريو وغيرهم.

** عرفك الناس بالرصانة والهدوء، لكن في الكواليس لا بد أن هناك لحظات صعبة وانفعالات إنسانية… كيف تعاملتِ معها؟

– في البدايات تعتري أي مذيع أو فنان مشاعر القلق والخوف. مايكروفون الإذاعة أو شاشة التلفزيون لهما رهبة عظيمة. لكن مع مرور الوقت، يعتاد المرء أجواء الاستوديو ويصبح الأمر طبيعيًا، مما يتيح له تقديم نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة للناس.

** الصحافة اليوم تغيّرت كثيرًا مع دخول الإعلام الرقمي، كيف تنظرين إلى هذا التحوّل؟ وهل تعتقدين أن الإعلام التقليدي قادر على الصمود؟

– أنا أكتب في الصحف مقالات وخواطر، لكنها ليست مهنتي الأساسية بل محطة جانبية. صناعة الصحف الورقية مكلفة جدًا، لكن برأيي لا بديل لها، فهي تظل قادرة على المنافسة رغم تطور الإعلام الرقمي.

** من خلال خبرتكِ، ما الصفات التي يجب أن يتحلى بها الجيل الجديد من الإعلاميين ليكونوا على قدر المسؤولية؟

– الموهبة هي الأساس، فهي هبة ربانية لا تُصنع. يضاف إليها التحصيل الأكاديمي، والكسب الشخصي، والتأهيل الذاتي عبر المتابعة والمواكبة للأحداث. هذه العوامل هي التي تصنع إعلاميًا حقيقيًا قادرًا على المنافسة.

** الإعلام في السودان واجه تحديات سياسية واقتصادية كبيرة… ما الدور الحقيقي الذي يجب أن يقوم به الإعلام السوداني اليوم؟

– الإعلام هو من يتحكم في مجريات الأحداث في العالم. لذا لا بد من إعلام قوي يبرز وجه الدولة الحقيقي، ويقوم بدور وطني حساس من خلال خطط واضحة وكوادر مدربة ومؤهلة.

** هل هناك شخصيات أو مواقف لا تزال عالقة في ذاكرتكِ، تشعرين أنها شكلت جزءًا من هويتكِ المهنية؟

– نعم، أساتذتي الذين وقفوا بجانبنا بالتأهيل والتدريب والتعليم، منهم: محمد سليمان بشير، حمدي بولاد، عمر الجزلي، حمدي بدر الدين، محمد خوجلي صالحين، معاوية حسن فضل الله، ومحمود أبو العزايم.

** لو أُتيح لكِ أن تختصري رحلتكِ الإعلامية في ثلاث كلمات فقط… ما هي؟

– (ضاحكة) رحلتي الإعلامية لم تبدأ بعد لتنتهي… فما زال المشوار طويلًا.

** ما رسالتكِ للشباب الطامحين لدخول مجال الإعلام اليوم؟

– أنتم أكثر حظًا منا، فكل شيء متاح لكم اليوم. أنصح بالتأهيل الذاتي، القراءة المستمرة، والمتابعة الدقيقة، والاستفادة من تجارب الآخرين.

من المحررة:

بهذا نكون قد طوينا صفحةً من حوارٍ ثريّ مع الأستاذة يسرية محمد الحسن، الإعلامية التي أثرت وجداننا بالكلمة الصادقة والحضور الراسخ. حديثها كان بمثابة رحلة بين الماضي والحاضر، واستدعاء لذاكرةٍ زاخرة بالعطاء.

هذا ال “بورتريه” لا يتوقف عند محطة واحدة… فكل حلقة هي نافذة جديدة على تجربة إنسانية تستحق أن تُروى.
ترقبوا ضيفنا القادم، حيث نواصل رسم الملامح وتوثيق السِّير التي صنعت الفرق.

مع تحياتي،
✍️ شذى عبدالله طه
مساحة بورتريه – صحيفة” فايف دبليوز سيرفس” الإلكترونية.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.
زر الذهاب إلى الأعلى