مقالات الرأي

منظمه الدعوه الاسلاميه ( 7)…رجال ومواقف (د. الامين محمد عثمان)

فايف دبليوز سيرفس

بقلم / دكتور ياسر احمد ابراهيم

سيرة قائد إنساني ترك بصمته في العمل الدعوي والإغاثي. ترك عمله كطبيب *كاستشاري في امراض الدم* في بريطانيا والتحق بمنظمه الدعوه بعد تاسيسها ليدفع ضريبه الدعوه في سبيل الله كما
يُعدّ أحد أبرز القيادات التي مرّت على منظمة الدعوة الإسلامية خلال تاريخها، حيث ارتبط اسمه بفترة شهدت توسعاً في العمل الإنساني وتطويراً لبرامج المنظمة داخل السودان وخارجه. عمل علي تنسيق عمل المنظمات الاسلاميه في اجتماعات دوريه برئاسه المنظمه *(تربيزه الاربعاء)* التي تعلمنا منها الكثير بحضور اجتماعات رؤساء المنظمات ونحن في اولي عتبات العمل في المنظمه . وقد *جمع في إدارته بين الحكمة الإدارية والرؤية الرسالية*، مما جعل أثره ممتداً في مؤسسات ومجتمعات عديدة.
*رؤية قيادية ونهج متكامل*
اعتمد الأمين محمد عثمان على فلسفة واضحة قوامها أن الدعوة لا تنفصل عن التنمية والخدمات الاجتماعية، وأن الارتقاء بحياة الإنسان هو المدخل الأوسع لترسيخ القيم الإسلامية. ومن هذا المنطلق عمل على تعزيز البرامج التي تلبي احتياجات المجتمعات الأكثر هشاشة، مع المحافظة على هوية المنظمة وأهدافها الدعوية.
أبرز إنجازاته خلال فترة قيادته
*1. توسيع نشاط المنظمة في إفريقيا* *
ساهم بشكل مباشر في دعم انتشار مشروعات المنظمة في عشرات الدول، من خلال:
تأسيس مدارس ومراكز تعليمية.
دعم برامج محو الأمية والتعليم القرآني.
إنشاء مراكز صحية وعيادات متنقلة في مناطق نائية.
كان حريصاً على أن يصل تأثير المنظمة إلى المجتمعات التي لا تجد من يقف معها، وخاصة في البيئات المتأثرة بالحروب والجفاف.
*2. تعزيز العمل الإنساني والإغاثي*
شهدت فترة إدارته توسعاً في:
مشاريع رعاية الأيتام والأسر الفقيرة.
توفير المياه عبر حفر الآبار وتشييد السدود الصغيرة.
برامج مكافحة الأمراض وتقديم الدعم الصحي.
وقد تبنى نهجاً يوازن بين الإغاثة العاجلة والمشروعات المستدامة، الأمر الذي منح كثير من المجتمعات فرصة للنهوض الذاتي.
*3. تطوير البنية المؤسسية للمنظمة*
عمل على تحسين الأداء الإداري عبر:
تنظيم الهيئات والبعثات الخارجية.
تحديث آليات التواصل بين المركز والفروع.
بناء كوادر دعوية وإدارية مؤهلة لتحمل المسؤوليات الميدانية.
*4. حضور ميداني واسع*
لم يكن قائداً مكتبياً؛ فقد عُرف بزياراته المتكررة للفروع والمشروعات، ولقائه الميداني مع الأهالي والمستفيدين، مما مكّنه من فهم الاحتياجات بدقة وتوجيه الموارد بشكل فعّال.كما كانت له اجتماعات دوريه مع السلاطين قاده مجتمعات معسكرات النازحين يقدم لهم الدعم العيني والمادي.
*مواقفه الإنسانية*
تميّز الدكتور الأمين محمد عثمان بحسّ إنساني رفيع انعكس في:
دعم مشاريع تُعلي قيمة الإنسان قبل أي اعتبار آخر.
تبني رؤية تقوم على *«خدمة الإنسان مدخلاً لنهضة المجتمعات».*
إيمانه بأن العمل الدعوي الحقيقي هو الذي يلمس حياة الناس ويفتح لهم أبواب الأمل.كان منزله عباره خليه نحل في استقبال العشرات يوميا في الصباح الباكر قبل خروجه للعمل للاستماع للمشاكل العامه والخاصه حتي اصبح بيته كانه مكتب من مكاتب دروان الزكاه وزوجته وابنائه يقدمون الخدمات باريحيه وطيب خاطر للضيوف من دون كلل او ملل.
ومن خلال لقاءاته ومداخلاته الفكرية عُرف بخطابه الهادئ، وحرصه على تقديم مراجعات فكرية وتجارب عملية تدفع إلى تطوير العمل الدعوي والإنساني.
إرث ممتد
وبرغم التغيرات التي مرّت بها المنظمة بعد مغادرته منصبه، إلا أن الكثير من البرامج التي أرسى دعائمها استمرت لسنوات طويلة، وبقي أثره حاضراً في البنية المؤسسية للمنظمة وفي ذاكرة العاملين فيها والمستفيدين منها.
*لقد قدّم الدكتور الأمين محمد عثمان نموذجاً للقائد الذي يجمع بين الرؤية والإنجاز، وبين الدعوة والعمل الإنساني، وبين الإدارة والوجود ال.ميداني. حيث تم في عهده ترحيل النازحين لاطراف الخرطوم فاشرف بنفسه علي توفير الخدمات ببناء المدارس والمراكز الصحيه وحفر الابار الجوفيه بمتابعه تنفيذها بعد ان وفر التمويل من المانحين عبر المنظمه. وما زالت سيرته مثالاً يحتذى في العمل الطوعي والإغاثي في القارة الإفريقية والعالم الاسلامي.*

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى