تقارير وتحليلات

منى عبد الفتاح تكتب: لغز المسيرات المحير في السودان

يستخدمها "الدعم السريع" كسلاح استنزاف نفسي ولوجيستي

تحت عنوان: (من يملك سماء الحرب؟ لغز المسيرات المحير في السودان)، كتبت الصحافية السودانية بصحيفة إندبيندت عربية الأستاذة منى عبد الفتاح، تقريبا شاملة أثارت فيه حرب المسيرات التي تشنها قوات الدعم السريع المتمردة على الأهداف المدنية والعسكرية ..

ورات أن المسيرات يستخدمها الجيش كأداة دعم نيراني لقواته،  بينما تتعامل معها “الدعم السريع” كسلاح استنزاف نفسي ولوجيستي، وفيما يلي التفاصيل:

ظلت مسيرات الجيش السوداني، خصوصاً الإيرانية الصنع من طراز “مهاجر- 6″، تمنحه ميزة عملياتية واضحة (إيران إنترناشونال)

لا ينبغي مبالغة أثر الطائرات المسيرة في الحرب السودانية إلى حد تصويرها كعامل ساحق يغير كل قواعد الاشتباك، تأثيرها مهم لكنه يتكامل مع المدافع والمدرعات والخطوط اللوجيستية.

منذ اندلاع الحرب السودانية في أبريل (نيسان) 2023، دخلت الطائرات المسيرة ساحة القتال كأداة حاسمة أعادت رسم موازين القوى بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، وجعلت السماء ساحة مواجهة لا تقل ضراوة عن الأرض. ومع أن الحرب بدأت كصراع تقليدي، فإن دخول الطائرات المسيرة حولها إلى حرب تكنولوجية منخفضة الكلفة، عالية التأثير، غامضة الحدود، ومفتوحة على احتمالات أوسع.

ظلت مسيرات الجيش السوداني، خصوصاً الإيرانية الصنع من طراز “مهاجر-6″، تمنحه ميزة عملياتية واضحة، بفضل قدرتها على تنفيذ مهام الاستخبارات والاستطلاع والضربات الدقيقة باستخدام ذخائر موجهة صغيرة من طراز قائم. هذه الطائرات وفرت للجيش وسيلة فعالة لتعويض محدودية الانتشار البري في المناطق الحضرية، وأعادت له زمام المبادرة في سماء الخرطوم ومدن أخرى. في المقابل، ومع غياب سلاح جو نظامي لدى “الدعم السريع”، لجأت الأخيرة إلى تكتيكات تعتمد على المسيرات الصغيرة الحجم، الخفيفة الحمولة، لكنها متحركة ومرنة، قادرة على ضرب أهداف بعيدة من خطوط المواجهة، في ولايات كانت تعد سابقاً آمنة مثل نهر النيل والنيل الأبيض والقضارف.

تظهر معلومات “مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراع المسلح” (ACLED) تسجيل أكثر من 280 ضربة مسيرة نفذها الجيش السوداني حتى يونيو (حزيران) 2024، نحو 98 في المئة منها داخل ولاية الخرطوم، مقابل ما لا يقل عن 10 ضربات مسيرة نسبت إلى قوات “الدعم السريع”، معظمها خارج مناطق القتال المباشر. هذه الأرقام لا تعكس مجرد فارق في القدرات، بل في العقيدة العملياتية أيضاً، فالجيش يستخدم المسيرات كأداة دعم نيراني ضمن منظومة قتاله التقليدي، بينما يتعامل “الدعم السريع” معها كسلاح استنزاف نفسي ولوجيستي لتوسيع رقعة الخطر وخلق شعور دائم بعدم الأمان داخل العمق الحكومي. وبمرور الوقت تحول استخدامها إلى منافسة بين الطرفين.

كما أوردت “مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” أنه خلال عام 2025 وحده حتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سجلت منظمة “مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراع المسلح” أكثر من 700 حادثة عنف ذكر فيها استخدام طائرات مسيرة، أي ثلاثة أضعاف مما سجل عام 2023. من بين هذه الهجمات 341 غارات جوية فحسب، من دون قتال بري، وأسفرت عن مقتل ما يقارب 1900 شخص، بما في ذلك أكثر من 1400 شخص عام 2025.

ميزة عملياتية

لم تكن الطائرات المسيرة التي تلقاها الجيش السوداني من حلفاء إقليميين في مقدمهم إيران مجرد إسناد عسكري تقليدي، بل نقطة تحول في طبيعة الصراع نفسه، إذ نقل الحرب من نطاقها البري المحدود إلى فضاء تكنولوجي متشابك، تتداخل فيه الاستخبارات الجوية والضربات الدقيقة والردع النفسي في مزيج غير مسبوق داخل أفريقيا.

إيران، التي طورت واحداً من أكثر برامج الطائرات المسيرة تقدماً خارج العالم الغربي، زودت الجيش السوداني بطائرات “مهاجر-6” القتالية، وهي طائرات متوسطة الحجم قادرة على تنفيذ مهام الاستطلاع والمراقبة والهجوم بدقة عالية، مستخدمة ذخائر موجهة من نوع “قائم-5″ و”قائم-9”. يمكن لهذه الطائرات التحليق على ارتفاع يتجاوز 5500 متر ولمسافات تصل إلى 200 كيلومتر، والبقاء في الجو حتى 12 ساعة متواصلة بسرعة تقارب 200 كيلومتر في الساعة. هذا المزيج من المدى والاستمرارية والقدرة على الضرب الدقيق منح الجيش السوداني ميزة عملياتية مكنته من تعويض محدودية الانتشار البري في بيئات حضرية معقدة مثل الخرطوم وأم درمان، حيث تتشابك خطوط القتال مع المناطق المدنية.

لقد جاء هذا التحول نتيجة مباشرة لاستئناف التعاون العسكري بين الخرطوم وطهران منذ أواخر عام 2023، بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي مهدت الطريق أمام اتفاقات فنية لتدريب وحدات سودانية على تشغيل وصيانة الطائرات المسيرة الإيرانية. وتشير معلومات استخباراتية مفتوحة المصدر إلى أن عمليات التسليم جرت على مراحل عبر موانئ ومطارات تقع في شرق السودان، ثم نقلت إلى قواعد جوية تابعة لسلاح الطيران السوداني.

ويرتبط هذا التطور بتاريخ طويل من التراكم التكنولوجي في الصناعة الإيرانية للمسيرات، التي شهدت قفزة حاسمة عقب استيلاء طهران في الـ29 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 على الطائرة المسيرة الأميركية “آر كيو-170 سنتينال”، التي تحطمت على بعد 225 كيلومتراً داخل أراضيها، وكانت تمثل حينها نموذجاً متقدماً في الشبحية والتجسس بعيد المدى وتتفادى أجهزة الرادار، وأطلق عليها لقب “وحش قندهار” بسبب طلعاتها الجوية الفتاكة داخل أفغانستان وكذلك على طول الحدود الباكستانية- الأفغانية. استثمرت إيران حادثة الطائرة تلك بوصفها مختبراً هندسياً مفتوحاً لتقنيات التخفي ونظم الاستشعار، وبدعم من الصين وروسيا قبل الحرب الأوكرانية طورت جيلاً كاملاً من الطائرات الجديدة مثل “صاعقة”، و”شاهد-129″ ذات المدى البعيد، و”ياسر” الخفيفة، و”مهاجر-4″ و”مهاجر-6″ التي أثبتت فاعليتها في حروب الوكالة في سوريا واليمن والعراق، ثم في الحرب الروسية- الأوكرانية، وأخيراً في السودان.

هندسة القوة

شكل الدعم التركي للجيش السوداني منذ أواخر 2023 جزءاً محورياً من “دبلوماسية المسيرات”، حيث وفرت له أنقرة الطائرات المسيرة التركية من طراز “بيرقدار TB2”. هذه الطائرات، التي باتت رمزاً للدبلوماسية العسكرية التركية في أفريقيا، منحت الجيش السوداني تفوقاً تكتيكياً وميدانياً حاسماً في مواجهة قوات “الدعم السريع”، إذ غيرت ديناميكيات الحرب وأعادت رسم موازين القوى الجوية والبرية على حد سواء.

وفق موقع “أفريقيا العسكرية” لمنشورات وتحليلات التقنيات العسكرية والدفاعية واتجاهات المشتريات العسكرية في أفريقيا، استخدم الجيش السوداني طائرات “بيرقدار” بفعالية في استهداف قوافل الإمداد ووحدات المدفعية التابعة لقوات “الدعم السريع”، وحققت ضربات دقيقة في ولايات الجزيرة والخرطوم وشمال كردفان. وقد شكلت ضربة جسر قرب ود مدني مثالاً بارزاً على الدقة العملياتية لهذه الطائرات، إذ مكنت الجيش من قطع خطوط الإمداد الحيوية، تمهيداً للتقدم في اتجاه العاصمة. وفي سبتمبر (أيلول) 2024، لعبت الطائرات نفسها دوراً محورياً في الحملة الواسعة لاستعادة أجزاء من الخرطوم، بينما ساعدت على كسر الحصار المفروض على مدينة الأبيض، مما اعتبر نصراً استراتيجياً.

تستند فعالية “بيرقدار” إلى معادلة فريدة تجمع بين الكلفة المنخفضة والقدرة التشغيلية العالية، فبإمكانها التحليق لأكثر من 27 ساعة على ارتفاعات متوسطة، وحمل قنابل موجهة بالليزر بمدى ضرب يصل إلى 15 كيلومتراً. هذه الخصائص جعلتها الخيار الأمثل للدول ذات الموازنات الدفاعية المحدودة، وأداة حاسمة في الحروب غير المتكافئة.

وبحسب “واشنطن بوست”، فإن الصفقة التركية، التي بلغت قيمتها أكثر من 120 مليون دولار، تضمنت ثماني طائرات “بيرقدار”، وثلاث محطات تحكم أرضية، و600 رأس حربي، و48 فنياً من شركة “بايكار” للإشراف على التشغيل والصيانة. بدأت الشحنات بالوصول إلى بورتسودان منذ أغسطس (آب) 2023 ضمن عقد موقع بقيمة 127.8 مليون دولار أميركي بين منظومة الصناعات الدفاعية السودانية و”بايكار”.

وفي ما تشير تقارير “استخبارات الأخطار الدولية” إلى أن فعالية هذه المسيرات في السودان تماثل ما حققته في ليبيا وإثيوبيا، يرى المحلل الجيوسياسي في “استخبارات الأخطار” ريمي دود، أن الدعم التركي تجاوز الجانب العسكري إلى بناء نفوذ سياسي واستراتيجي طويل الأمد، جعل من “بيرقدار” ليس مجرد طائرة، بل أداة لإعادة هندسة موازين القوة في حرب معقدة تتقاطع فيها التكنولوجيا بالسياسة والجغرافيا.

قيمة استراتيجية

برزت قوات “الدعم السريع” كطرف يوظف الطائرات المسيرة ليس فقط كأداة هجومية، بل كعنصر تغيير في المعادلة التكتيكية والسياسية، هجماتها عبر المسيرات استهدفت قيادات وقواعد وخطوط إمداد ومناطق مدنية بعيدة من جبهات القتال التقليدية. هذه الظاهرة ليست عشوائية، بل تظهر نمطاً منظماً من الاستخدام المتكرر والمتدرج لتقنيات متنوعة، من الطائرات الصغيرة التكتيكية إلى المركبات الانتحارية ذات المدى الطويل، في زمن تظهر القدرة على القصف من بعد كقيمة استراتيجية فعلية.

أبرز دليل على مدى نفاذية هذا التكتيك كان محاولة اغتيال قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في الـ31 من يوليو (تموز) 2024، هجوم بمسيرتين استهدف حفلاً عسكرياً في قاعدة “جبيت” بولاية البحر الأحمر، نجا منه البرهان بينما أسفرت الضربات عن قتلى ومصابين داخل مقر الاحتفال، دلالة صريحة على قدرة “الدعم السريع” على تهديد أعماق مواقع الجيش. هذه الحادثة كانت حلقة في نمط أوسع من ضربات استهدفت تجمعات ومواقع عسكرية وحكومية في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش.

تصاعدت هجمات “الدعم السريع” في دارفور وخارجها، إذ أوردت تقارير موثقة من مصادر بحثية أكدت رصد طائرات متقدمة في مطار نيالا (جنوب دارفور) بين ديسمبر (كانون الأول) 2024 ويناير (كانون الثاني) 2025، وحددت تلك القياسات طرز تتوافق مع طائرات من صناعة صينية مثل (أف أتش 95) أو نماذج “دلتا-جناح” تشبه سلسلة طائرات “شاهد” الإيرانية، وهي مؤشرات إلى امتلاك “الدعم السريع” لقدرات إلكترونية ومقدرة على الضرب طويل المدى. وجود هذه المنصات رافق موجات ضربات على منشآت طبية ومخيمات ومطارات، لا سيما هجمات متصاعدة على الفاشر خلال 2024–2025، بحسب تقرير لجامعة “ييل”.

تشير ملاحظات الأقمار الاصطناعية والتحليلات الاستقصائية، ووسائل إعلام دولية، بقوة إلى مصادر صينية تغذي مخزون “الدعم السريع” من طرز طائرات مسيرة قابلة لأن تكون “انتحارية” أو تحمل قدرات حرب إلكترونية. تكتيكياً وسياسياً، نتج من هذا التسلح تغييران أساسيان: أولاً، خلق “التهديد المستمر” في أعماق المناطق الحكومية، مما يرهق القدرات الدفاعية ويقلل مساحة المناورة. ثانياً، جعل من الطائرات المسيرة عملة نفوذ جيو- سياسية، إذ يتيح تزويد الفاعل المسلح بمنصات متقدمة قدرة على تغيير موازين القوى من دون نشر قوات برية واسعة.

قنوات بديلة

وفقاً لتقديرات معهد “كريتيكال ثريتس” الأميركي، اعتمدت قوات “الدعم السريع” نهجاً متعدد المستويات في استخدامها، من الطائرات الانتحارية القصيرة المدى إلى المسيرات الاستطلاعية، مدعومة بمدفعية كثيفة لتحقيق “تكامل ناري” قبل الهجوم البري، خصوصاً في مسارح العمليات الممتدة من دارفور إلى البحر الأحمر.

يشير المعهد إلى أن روسيا استخدمت في بدايات الحرب، مطلع 2023، مجموعة “فاغنر” لتزويد قوات “الدعم السريع” بطائرات مسيرة وأسلحة أخرى، قبل أن تغير موقفها منتصف 2024، وتتحول لدعم القوات المسلحة السودانية مقابل تفعيل اتفاقية القاعدة البحرية الروسية في بورتسودان الموقعة عام 2017. هذا التحول الاستراتيجي أجبر “الدعم السريع” على البحث عن قنوات تسليح بديلة، صينية وعبر وسطاء في تركيا حيث جرى اقتناء مسيرات تجارية معدلة ومنصات هجومية قصيرة المدى.

لكن التطور الأكثر دلالة تمثل في إدخال أنظمة الحرب الإلكترونية والدفاع الجوي الحديثة إلى ترسانتها. فقد رصدت مؤشرات ميدانية إلى استخدام منظومة الحرب الإلكترونية البيلاروسية “غروزا- أس”، التي تتيح التشويش على إشارات التحكم بالمسيرات واعتراض بثها. كما تشير تقارير استخباراتية إلى حصول “الدعم السريع” على منظومات أرض- جو روسية الصنع وصواريخ محمولة بعضها من مخزونات “فاغنر” السابقة، مما عزز قدراتها على الردع، وإن ظل أداؤها محدوداً في مواجهة الطائرات التركية المتطورة “بيرقدار” التي واصلت العمل بكفاءة عالية على رغم بعض الخسائر الجزئية.

وفي مايو (أيار) الماضي، ردت قوات “الدعم السريع” على خسارتها للخرطوم بتكثيف حملة الطائرات المسيرة، مستهدفة البنية التحتية الحيوية في مناطق سيطرة الجيش، وسد مروي، ومطاري دنقلا وعطبرة، ثم بورتسودان، التي تعرضت بين الرابع والـ13 من مايو لهجمات متواصلة طاولت مستودعات وقود، ومحطات كهرباء، ومخازن عسكرية. كما شملت الهجمات سجن الأبيض في الـ10 من مايو، ومحطات كهرباء في أم درمان في الـ14 من مايو، في محاولة لجعل مناطق الجيش “غير قابلة للحكم” وتعطيل لوجيستياته.

أما في الـ11 من أكتوبر الماضي، فقد بلغت الحرب الجوية ذروتها عندما شنت قوات “الدعم السريع” غارة بطائرة مسيرة على ملجأ “دار الأرقم” للنازحين التابع لجامعة أم درمان الإسلامية في الفاشر، مما أسفر عن مقتل 57 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وفق “جيوبوليتيكال مونيتور”.

خيار جاذب

أفضى الاعتماد المتبادل للطائرات المسيرة لدى الجيش وقوات “الدعم السريع” إلى استنتاج استراتيجي عملي ومتواضع في آن واحد، هذه المنصات لم تحل محل العوامل التقليدية للصراع، لكنها أصبحت عنصراً فاعلاً ومنخفض الكلفة يغير ديناميكيات حين يوظف ضمن منظومات لوجيستية وعقائدية مناسبة. فالسماء لم تعد وحدها ميداناً منفصلاً، ولكنها أصبحت امتداداً للاقتصاد العسكري للحرب، أداة يمكن لمن يملكها أن يعزز قدراته الاستخباراتية بموارد أقل مما تتطلبه الأساطيل المأهولة والتحليق الدائم.

في الواقع، يعكس لجوء طرفي الصراع إلى المسيرات منطقاً واقعياً بديهياً، لمحدودية الموارد، وسهولة الاستحواذ والتركيب، وانخفاض كلفة التشغيل مقارنة بالطائرات المأهولة أو الضربات التقليدية. هذه العوامل الاقتصادية ربطت تقنيات المسيرات بمآلات الصراع، فصارت المنصات خياراً جاذباً للجهات التي تبحث عن أثر تكتيكي واستراتيجي بموازنات ضاغطة. ولهذا السبب لا ينبغي المبالغة في أثرها إلى حد تصويرها كعامل ساحق يغير كل قواعد الاشتباك، تأثيرها مهم لكنه يتكامل مع المدافع والمدرعات والخطوط اللوجيستية.

تتجلى النتيجة الميدانية في ثلاثة مؤشرات واقعية: أولاً، زيادة نطاق الضربات وامتدادها إلى أعماق السيطرة الميدانية. ثانياً، تزايد اعتماد الطرفين على طبقة من الحرب الإلكترونية والدفاع الجوي لدرء التهديدات. ثالثاً، تحويل الهجمات على البنية التحتية إلى وسيلة لخلق آثار سياسية سريعة تفوق كلفتها العسكرية المباشرة. لكن هذه المؤشرات لا تعني انتصاراً تلقائياً لمن يملك المسيرات، فالفوز الاستراتيجي لا يزال مرتبطاً بقدرة كل طرف على حماية خطوط الإمداد، وضمان الإسناد البري، وإدارة سياسات الدعم الخارجي.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى