الأخبار

موجة اعتقالات مسعورة في اوساط المدنيين بينهم مدير مدرسة شهير،ومركز حقوقي يوثق لأخطر الانتهاكات

رصد: 5Ws- service

شهدت ولاية جنوب دارفور  موجة اعتقالات مسعورة في اوساط المدنيين خاصة المعلمين والشباب والطلاب حيث  نفذت قوات الدعم السريع المتمردة في السودان ، يومي الأحد والاثنين، حملة اعتقالات واسعة في محلية مرشينج وما جاورها بولاية جنوب دارفور، استهدفت عشرات المواطنين بتهمة التعاون مع الجيش السوداني. ووفقًا لشهادات محلية نقلها “راديو دبنقا”، وصلت قوة من استخبارات الدعم السريع إلى تلك المناطق وهي تحمل قائمة بأسماء المطلوبين، معظمهم من الموظفين المدنيين وعناصر الشرطة السابقين، إلى جانب عدد من المواطنين العاديين. وقدرت المصادر عدد المعتقلين بنحو 70 شخصًا، تم ترحيلهم لاحقًا إلى سجني نيالا ومنواشي. كما أفادت تقارير محلية بأن ثلاثة نازحين من منطقة كرمجي شرق منواشي كانوا قد اعتُقلوا في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ولا يزالون رهن الاحتجاز دون الإفراج عنهم حتى الآن.

وأدان المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام استمرار استهداف الموظفين العموميين، وعلى وجه الخصوص المعلمين، في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع المتمردة، وذلك على خلفية اتهامات بالتعاون مع الحكومة السودانية التي تتخذ من مدينة بورتسودان مقرًا إداريًا لها. وأعرب المركز في تقريره الأخير عن قلقه البالغ إزاء ظروف احتجاز المعتقلين، مشيرًا إلى وجود أدلة موثقة على استخدام التعذيب داخل مراكز الاحتجاز. وأوضح التقرير أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية، وتثير مخاوف جدية بشأن سلامة المعتقلين في ظل غياب الرقابة القضائية المستقلة.

في سياق متصل، كشف المركز الأفريقي أن ستة عناصر من قوات الدعم السريع، مدججين بأسلحة آلية ويرافقهم أفراد بزي مدني على متن سيارة من طراز “لاند كروزر”، قاموا باعتقال إبراهيم الشيخ من منزله في حي الجير بمدينة نيالا يوم 24 سبتمبر. الشيخ، الذي يشغل منصب مدير مدرسة حكومية، يُعد من أبرز التربويين في المدينة التي تُعتبر العاصمة المعلنة لتحالف تأسيس. ووفقًا لمصدر موثوق، فإن سبب اعتقاله يعود إلى رفضه إدارة المدرسة تحت سلطة حكومة الأمر الواقع التي شكلها التحالف، وهو ما اعتبرته قوات الدعم السريع المتمردة موقفًا سياسيًا مناهضًا. ولا يزال الشيخ محتجزًا دون توجيه تهم رسمية أو تحديد موعد للإفراج عنه.

في اليوم التالي، وتحديدًا في 25 سبتمبر 2025، اعتقلت قوات الدعم السريع الفاضل محمد، وهو مدرس يبلغ من العمر 54 عامًا، من أمام متجره في السوق الشعبي بنيالا. ووجهت له تهمة تلقي رواتب من الحكومة السودانية في بورتسودان، في خطوة اعتبرها مراقبون جزءًا من حملة أوسع تستهدف المعلمين الذين يرفضون الاعتراف بسلطة الأمر الواقع. وأفاد المركز الأفريقي أن الفاضل محتجز حاليًا في سجن دِقْرِيس بجنوب دارفور، وهو أحد المراكز التي تستخدمها قوات الدعم السريع لاحتجاز المعتقلين من مناطق مختلفة، بما في ذلك الخرطوم وغرب وشرق دارفور، إضافة إلى ما لا يقل عن 76 معتقلًا من ولاية غرب كردفان.

وتشير التقارير إلى أن عدد المعلمين الذين رفضوا العودة إلى المدارس في جنوب دارفور والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية العام الدراسي في سبتمبر 2024 لا يزال مرتفعًا. وقد تصاعدت المضايقات ضدهم بشكل ممنهج، شملت اعتقال ممثليهم واحتجاز عدد كبير من المعلمين والمعلمات، إلى جانب موظفي شركات تحويل الأموال في نيالا ومناطق أخرى، بتهم تتعلق بالتعاون مع الحكومة السودانية. كما أفادت مصادر حقوقية بأن قوات الدعم السريع تبذل جهودًا لتتبع الحسابات المصرفية للمعلمين الذين يتقاضون رواتبهم من السلطات في بورتسودان، في محاولة للضغط عليهم وإجبارهم على الاعتراف بشرعية السلطة القائمة في المناطق التي تسيطر عليها.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى