
بقلم/ قرار حسين كسلا
شهد النظام المصرفي في السودان بعد الحرب عملية انهيار كبير، إذ كان من أهم البنيات التحتية التي تم استهدافها من قبل ميليشيا الدعم السريع
وتعرضت كثير من البنوك التجارية والحكومية إلى تدمير البنية التحتية وفقدان الموجودات، وهناك فروع مازالت متوقفه وموظفوها مشردون.
فقد. تم نهب وتدمير عشرات الفروع، خاصة في العاصمة والولايات التي شهدت الحرب، وفقدت الكثير من البنوك مستندات مهمة والإراشيف ، والبيانات الخاصة بالعملاء وكذلك الضمانات العقارية.
وبسبب الحرب والاستهداف الممنهج للنظام المصرفي تعطلت الأنظمة الإلكترونية، خاصة المقاصة ونظام الدفع، وخرجت عدد من البنوك الأجنبية من السودان.
ونتيجة لذلك عجزت البنوك عن الوفاء بالتزاماتها، وتعثر العملاء في سداد القروض.
وادى ذلك أيضا إلى ازدياد نشاط السوق الموازي..
الاستهداف الكبير الذي تعرض له النظام المصرفي أثناء الحرب لم يكن إلا واحدة من الاختلالات التي تعرض لها الجهاز المصرفي منذ عشرات السنين ما يحتم على القائمين على أمره أن يجتهدوا في إصلاحات كبيره تضع هذا الجهاز الحساس والمهم في مكانه الطبيعي وتمكينه من دوره الطبيعي بصورة أكبر وفاعلة.
هناك الكثير من الدراسات والمقالات التي تناولت ضرورة اصلاح الجهاز المصرفي ، لأنه يمثل عصب الاقتصاد وحركة المال ومكامن القوة وهو بمثابة المضغة التي لو صلُحت سينصلح حال الاقتصاد، وإذا فسدت انعكس ذلك على الاقتصاد.