
بقلم /عصام محمد أحمد (الساحر)
في رأيي الخاص القذافي فكرة والفكرة لا تموت…قد يغيب زمنا وقد يتسيد التافهون ويتصدر النطيحة المشهد ولكن يبقى الامل والاثر باقيا فينا ما بقيت الحياة ودوران ساقيتها مستمر…..كان معمر امة في رجل.. قائدا استثنائيا….
ملكا من ملوك الخطابة الثورية ..كان يغضب اشد الغضب عندما ينادونه بصفة الرئيس..وكان يصرخ ..لست رئيسا ولا ملكا ولا اميرا ..انا قائد ثورة ..ثورة جماهيرية قامت في مواجهة الطغيان والاستبداد والاستكبار العالمي …..
في بداية التسعينات والاجواء تنذر بالسوء وارهاصات ضربة جوية امريكية تلوح في الافق على مصنع الرابطة للصناعات الدوائية على خلفية تقارير استخباراتية تشير اليه كواحد من الاهداف المحدد ازالته للاشتباه بانه واجهة لتصنيع الاسلحة الكيميائية …..
اعلنت فضائية الجماهيرية عن لقاء يخاطب فيه قائد الثورة الجماهير..وكنتُ حضورا وشاهد عيان على تلك الاحداث..وعندما يتحدث معمر تصمت ليبيا من مساعد على حدود مصر وحتى رأس جدير في الحدود التونسية..محاضرة ثورية استمرت لثلاث ساعات ..
خلاصتها..هذه مكتسبات الجماهير وانجازات ثورتها لا تحميها الا الجماهير ..
ورمى فكرته…قائلا ازحفو نحو جبل غريان واعتصموا بالمصنع واحموه من اليانكي وابنو دفاعاته باجسادكم…..وان اراد بوليس العالم – يقصد امريكا-
تدميره فعليها ان تمر عبر اجساد واشلاء الملايين من ابناء الشعب الليبي..
وفي نهاية محاضرته امر اجهزة ومؤسسات الدولة والمصرف المركزي والاعلام الثوري بتوجيه كافة الموارد لخدمة زحف واعتصام الجماهير..وفي اليوم التالي بث تلفزيون الجماهيرية فعاليات الاعتصام على الهواء مباشرة….فشوهدت الاف الخيم التي نصبت حول المصنع وارتال وزمر من الجماهير الزاحفة نحوه…
واسقط في يد امريكا ووقفت مشدوهة امام هذا الموقف واجبرت مكرهة على الجلوس والتفاوض مع الليبيين…حول برامج ليبيا الطموح لامتلاك اسلحة كيميائية ونووية…
هزم معمر بفكرة غاية في البساطة..قرارات اقوى دولة في النظام العالمي الجديد وقتذاك…
قد يسأل احدكم ..ما لنا وهذه الفذلكة القديم التي عفا عليها الزمن وسقطت حتى من ذاكرة التأريخ ومات بطلها وشبع موت ..ارد عليه..
ان استخلاص العبر والعظات لا يرتبط بالمكان ولا الزمان..ولعلني بهذه السيرة استدعي قائدا من بيننا يحمل نفس الجينات الثورية..ليحرض الجماهير ويشحذ هممها لتزحف نحو مشروع امطار الاماراتي باعالي الدبة الذي اقيم في ارضنا فقط لاعاشة الاماراتيين الذين يجتهدون لقتلنا بشكل يدهش المراقبين…
مشروع امطار..خنجر مسموم في خاصرة الوطن المثخن بالجراح..يعتبر مصدرا من مصادر الحياة لنظام دولة تسعى بشتى الطرق القضاء علينا وحرماننا من نفس الحياة ..وهذه نراها والله معادلة مهينه ومذلة لشعبنا …البشير وحكومته لم يصلا السلطة في بلادنا عبر الانتخاب المباشر من الشعب بل جاء اليها عبر دبابة وانقلاب على حكومة منتخبه ديمقراطيا….ومشروع امطار بكل دغمسته وعقود اذعانه من عمل حكومة البشير غير الشرعيه..والقاعدة القانونية تقول ما بني على باطل فهو باطل …..والثورة الشعبية التي قامت على البشير امتلكت الشرعية الثورية لالغاء كل تلك الالتزامات المعيوبة التي وقعتها وحولها ملاحظات وهنات واظن انه لا ملاحظات وهنات اكثر من هذا المشروع ويكفيه شبهة ما يحدث حاليا من ملاكه تجاه وطننا الكريم الذي تنازل بفضل طمع ابنائه وكرمهم الفياض عن 20الف هكتار تنتج البرسيم لطاقة استعابية لاكثر من 100الف من العجول السودانيو …تصدر منها للامارات 20الف رأس شهريا..بايجار سنوي تافه يمكن لاي مستثمر وطني دفعه..يخضع لقانون الاستثمار معفي من كل رسوم الدولة حتى الخدمية والزكاة ….
واني لاتسأل كيف للجنة وجدي صالح بنظارتيه التي كانت تدقق حتى في كشوفات العمال البسطاء ..لم يتسنى لها ان ترى كل هذا الفساد وكل هذا الغبن والظلم..الذي وقع على بلادنا ومازال حتى بعد الاخبار التي تتحدث عن خلية استخبارية تدير معركة المسيرات من داخل المشروع لصالح الميليشيا المتمردة…لا حركة ولا حراك حتى على مستوى الدولة التي تقاضى مالكه في محكمة العدل الدولية وفي نفس الوقت مازالت تسمح بترحيل وتصدير منتجات لحومنا اليه ونحن عامة الشعب نصنع طعامنا بمرق الدجاج لاننا لا نملك ولا نستطيع توفير ثمن كيلو من لحوم عجولنا التي تسافر الي الامارات لاطعام قادتها الذين بالمقابل يرسلون لنا الموت المعبأ في صناديق ..اسلحة وذخائر ومسيرات…
اننا والله في امس الحوجة لمعمر..جديد يحرضنا الفرار زحفا نحو المشروع واقتلاع حقنا اقتلاعا..ذلك المشروع الذي مدة التعاقد فيه بين السودان وشركة امطار الاماراتية 99 سنه قابلة للتجديد لمثلها ..
فهل فعلا معمر في الارجاء..
