مقالات الرأي

وزير البُنى التحتية السابق بسنار يبكي (سلواه) بكلمات وفيَّة وقلبٍ صديع

فايف دبليوز سيرفس

انتقلت في بحر الأسبوع الماضي الحاجة  سلوى جلال الدين المنصور  زوجة المهندس الإمام عبد اللطيف وزير الشئون الهندسية والبنى التحتية بولاية سنار السابق ، انتقلت  إلى الرفيق الأعلى ، وقد كان الفقد جلل والمصاب كبير على الأهل بمحلية الدندر، ومما اضفى إليه حزناً وألماً على الأهل أن شقيقتها الصغرى (ستنا) زوجة الصديق  الدكتور العباس أحمد حماد ، قد سبقتها في غضون أيام قليلة إلى دار الخلد، وقد كان الفقد عظيما والألم كبيرا على الأهل والمعارف أجمعين..

المهندس الإمام عبد اللطيف نعى رفيقة دربه وتوأم روحه مجسداً بكلمات ستظل خالدة، معاني الوفاء والصحبة الوفية في دروب فيها الحلو والمر، والسُعد والشقاء، والرغد والمعاناة.. فكتبت الزوج المكلوم  المهندس الإمام عبد اللطيف هذه الكلمات في حق رفيقة الدرب الراحلة الحاجة سلوى :

غياب سلوى جلال الدين المنصور

بقلم / المهندس الإمام عبد اللطيف

‎الفقد شعور قاس لا يعرف له القلب دواء ,,,, وأن تفقد أعز وأقرب الناس إليك ورفيقة دربك وسندك وحافظة أسرارك وأم أولادك ، والتي هي جزء منك بكل صدق وأصبحت بل ظلت مكانتها محفورة في نفسي ،،،، فهذا الفقد جلل والألم شديد وأشد والجرح عميق بل أعمق ، والوجع أكثر ،،،،،،
لقد عشت مساء الجمعة ٩/١٢ إحساساً شعرت بأن قلبي ينتزع من مكانه قطعة تلو قطعة وتجرعتُ فيه طعم المرارة في حلقي ، إحساس مختلف تماماً لا يشبه أي فقد مررت به من قبل ، وكأن الزمن قد توقف عند هذه الحظة والحياة فقدت شيئاً لا يعوض ، لقد كانت بصمة سلوي هي حياة لكل من عرفها ،،،
‎لم أشعر من قبل بمرارة الفقد كما شعرت به اليوم، رحلت. سلوي جلال الدين دون أن تشعرنا بأنها على وشك الرحيل ، أو حتى إنها في محطة الإنتظار ، لقد كانت مفعمة بالحياة ، إلا أنها رحلت بهدوء دون إستئذان ، وخلفت وراءها حزناً لا يطفأ ، وفراغاً لا يُملأ ، وذكريات تنبض بالألم والحنين … رحلت وتركت في القلوب وجعاً لا يهدأ ، وحزناً يسكن الأرواح لا يبرأ .. أشهد أنها كانت إنسانة نادرة في هذا الزمان ، برقتها وطيبتها وببشاشتها التي لا تفارق وجهها ، وقلبها الكبير الذي يسع الجميع ، وعزة نفسها التي ظلت تحفظها في كل المواقف ، مهما كانت قسوة الظروف عليها ، كانت كريمة على قلة سعتها ، لأنها كانت تمتلك إحساساً داخلياً بأنها غنية ،،،،،
‎سلوي جلال الدين إسم على مسمى ، كانت تحمل السلوي والطمأنينة في حضورها ، وفي صلتها برحمها ، وفي كلماتها ، وفي روحها التي تبعث الطمأنينة ، وتُشعر من حولها بأن الدنيا ما زالت بخير ،،،،
وكيف لا يكون الفقد موجعاً إلى هذا الحد ، وهي الخالة لأبناء أخواتها الحنونة بهم ، وملجأهم حين تضيق بهم الحياة ، فيتعلقوا بها تعلقاً يصعب وصفه ، وقد كانت بالنسبة لهم الحنان حين يغيب ، والضحكة الصافية التي تُنسي الهموم ، وكانوا يرون فيها الأمان والأمل والدفء والصدق الذي لا يتغير ، مهما تغير كل شيء من حولهم ،،، والآن ما أصعب أن أراهم يفتقدونها وأنا وأبنائي كذلك معهم… يسألون عنها ، يذكرون تفاصيلها الصغيرة ، ضحكتها ، طريقتها في الحديث ، حرصها عليهم بوصاياها ونصحها لهم ، فكيف اليوم أواسي قلوباً صغيرة ما زالت تبكيها في صمت ، وكيف أواسي قلبي أنا ، وقد صار الحزن فيه مقيماً بفقدها ، ولكننا نؤمن بقضاء الله وقدره ، ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله ..
‎إنا لله وإنا إليه راجعون.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فقدها إبتلاء وإمتحان صعب يريد الله أن يمتحننا به أسأل الله ان يصبرنا ويصبر أولادها وبناتها علي هذا الفقد الجلل ..
ونسال الله أن يرحمها رحمة واسعة ويغفر لها وأن يجعل معاناتها في مرضها كفارة لها ،،،، وأن يوسع مدخلها ،ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة ،و يدخلها عالي الجنان بغير حساب ،،،،
*وأن يجمعنا بها في دار لا فقد فيها ولا فراق*

رحمك الله يا سلوي يا من كنت لنا نورا وها أنت اليوم دعاءً لا ينقطع

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى