مقالات الرأيصبري محمد علي "العيكورة"

يا سُكْان القصر العالي سلام

صدق المداد

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

 

الى سُكان الخرطوم الذين ما زال بعضهم ينتظر (الحُكُومي)

 

الى الذين ….

ما زالوا يتخيلون إستحالة العودة الى لمبة الجاز وحبوبة ونسيني

 

الى الذين ….

لم يسمعوا بالهبابة والمشلعيب والقاطوع وبرش السعف

 

الى الذين ……

لم يتخيلوا في حياتهم أن (كُراع شرموط) وهي شريحة اللحم المجففه بين أسراب الذباب وغبار الزرائب كانت وما زالت تعف أسرة متعففه لوجبة كاملة بالحزيرة و أرياف السودان المختلفة

 

الى الذين …..

ما زالوا يتحدثون عن الإسبليت والمايكرويف والكِبة وماكينة تحضير الكبتشينو

 

الى الذين …..

لم يسمعوا في حياتهم عن أم تكشو و أم بُقبق والويكة البروس والويكاب والكول والمِرس والكجيك .

 

الى من لم …..

يسمعوا أن ثلاثة زجاجات وكوب طلس صغير وحقنة مخيفة تُعقم بالغليان كانت وما زالت تُعالج قرية كاملة في ريفنا الحبيب

 

وأن الهدوم وتوب الزّراق والعراقي قد أعيت من يداوي فتوقها

 

وأن تلك الأصقاع …..

ما زالت عائشة وآمنة وحامدة لله عز وجل فعلموا أبنائهم أحسن تعليم

ومن بين فرث ودم لبناً سائغاً للشاربين و عيادات بشارع الدكاترة

 

فإنتظار الحكومة يا سادتي ….

أن تفعل كل شئ هو ضرب من العجز والكسل رسّخته مكيفات القاهرة ودول الخليج

 

وإستلاب اللهجة هي مصيبة أخرى لم تسلم منها كثير من الأسر

 

والتأفف كلما ذُكر الوطن والبحث عن مثبطات العودة بين صفحات (الميديا) هو عمل مقصود ومدسوس لذات

وفي الأثر ما حكّ جلدك مثل ظفرك

 

فأفيقوا من هذا اليأس الذي ما زال يسيطر على (أمخاخ) بعض الأسر سيما أسر الأمهات (المودرن)

 

(غزّة) يا سادتي عاد إليها أهلها مستبشرين فرحين وليس فيها من مقومات الحياة مِعشار ما لدينا بالخرطوم !

 

بالله أما تهُزُنا ….

رائعة العطبراوي

 

مرحبتين بلدنا حبابا

حباب النيل حباب الغابة

ياها ديارنا نحن أصحابا

نهوى عديلا ونرضى صعابا

بنعشق شمسها الحرّاقة

وتلهب في قلوب دفّاقة

 

(وفي الماثور من ترك دارو

قلّ مقدارو)

 

فهل من صحية وصدمة وطنية وإفاقة من هذه الأوهام؟

 

وإنعتاق ….

من تكبيل الصورة المثالية التي عشعشت في عقولنا ونطالب بها الحكومة من خدمات دفعة واحدة !

أولاً ثم (نفكر) في العودة أم نؤجلها متعللين

بترتيب المدارس و …. و…. قائمة طويلة (يحرص) شياطين الإنس والجن في التذكير بها كلما همّت نفس تواقة للعودة لأرض الوطن .

 

تنوية ….

بالأمس ورد في مقالي الراتب خطأ كلمة (الراحل) دكتور صابر محمد الحسن والرجل حيّاً يُرزق متعه الله بالصحة والعافية في مهجرة مع الإعتزار عن الخطا الكتابي وأجدها سانحة أن نحيي مجاهدات وزير المالية الأسبق دكتور صابر في ذلك الزمن الأخضر يوم أن كان الجنية جنيهاً والنفط نفط والإستثمار إستثماراً ويوم أن كان حج المستثمرين الأجانب الى الخرطوم فرض عين

متعكم الله بالصحة والعافية وإنشاء الله عمرك طويل يا دكتور .

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى