مقالات الرأي

مشاهد عصيَّة على النسيان ولن تُسقطها الذاكرة مادمتُ حيّا (2)

الطيب الصاوي المحامي يوثق لجرائم الدعم السريع

يوميات نازح :توثيق الطيب الصاوي المحامي (2)

 

السلام عليكم اسعد الله أوقاتكم بكل خير ومتعكم بالصحة والعافية احبابنا وأصدقائنا النازحين المكلومين على فراق الأوطان والبيوت وعلى فراق الجار والعشير السلام عليكم ..

عندما نسمع ( يا ربي بهم وبآلهم عجل بالنصر والفرج ) وعندما تمثلنا ذكرى المولد النبوي الشريف وطعمه الطاغي على كل الأذواق في عروس النيل وأم المدائن سنجة ، والله وشاهد الله بكينا على الوطن بصفة عامة وعلى مدينة سنجة بصفة خاصة ثم ضاع الامس مني وانطوت في القلب حسرة.. كان للمولد في ام المدائن طعم خاص وزفه خاصة ورونق خاص وخارجها ولا الآذان آذان في منارته اذا تعالى ولا الآذان آذن، فلولا سنجة ما كانت مدائننا ولا زهت بالنازحين بورتسودان فيا لسنجة ويا لخيم المولد البرهانية والسمانية والانصار والميرغنية ، فعندما نتذكر كل ذلك الألق تدهمنا غصة في الحلق فيتغير طعم الحياة الى علقم..

لقد سقطت مدينة سنجة  حين غفلة من المسؤولين في الدولة جميعا من والي الغفلة إلى الخفير لو كان يعرف انسان سنجة ان ليس هنالك حماية كافية لحمى أبناء سنجة مدينتهم باجسادهم ولاستشهدوا جميعا على تخومها ولا ينال منها العدو نيلاً  ولا يمس هدؤها وسكينة أهلها بشيء.. نحن نعرف مدى وفاء أبناء سنجه لها ولاهلها وهي الام الرؤوم التي تحنو على أبنائها حنو المرضعات على الفطيم .فقد كانت سنجة لوحة وجمال وتاريخ لا يعرفه الا من حل ضيفا بين أهلها والله وشاهد الله إلى اليوم ومنذ ان خرجتُ مهيض الجناح كسير الخاطر من عروس المدائن لم اتذوق طعم الطعام ولا حتى المنام ( والله سنجة غير ) في يوم الوداع تجرعتُ مرا لا يطاق انسكب الدمع من عينيَّ كما ينهمر من السحب الغيداق ماء المطر ولكن أيقنت ان سنة الحياة اجتماع وافتراق الا يا يوم الوداع هل لنا من تدانٍ بعد طول فراق.. قد تورق الاغصان بعد ذبولها وتعود ذكاء بالإشراق.. يا شمس عروس المدائن اشرقي ويا يوم بكرة ما تسرع تخفف لي نار وجدي قريبا تعود عروس المدائن كما كانت عروس حسناء يزين جيدها النيل الأزرق ستعود المدينة “القرية” الوادعة وسوف ينتحر على اسوارها كل خائن وكل جبان.. سقوط سنجة لن يمر مرور الكرام وكذلك سقوط مدني والدندر والسوكي منطقة بحجم ولاية سنار لا يمكن أن تترك بهذه البساطة نهبا لميليشيا الجانجويد التترية الهولاكية الارهابية التي قضت على الحرث والنسل والاخضر واليابس هجرت وشردت وقتلت ونكلت واغتصبت ونهبت ممتلكات الشعب بدون أدنى مقاومة ترك الشعب اعزل أمام ميليشيا الجانجويد ليس لها دين ولا أخلاق ولا انسانية واشك انهم مسلمون لان المسلم لا يظلم ولا يسرق ولا يقتل ولا ينتهك الحرمات وهم يرتكبون كل ماذكرت بدم بارد فليس لهم من الإسلام نصيب فكل ظالم له نهاية وكل مجرم اجرم في حق الشعب السوداني الأبي الكريم سوف ينال عقابه في الدنيا والآخرة وكل من قصر في واجبه في حماية مدينة سنجة وتركها نهبا للمليشيا الارهابية سوف ينال حسابه في الدنيا قبل الآخرة ..

فقد كنتُ شاهد عيان على السقوط المريع الذي ينم عن إهمال واضح وصارخ وفاضح من حكومة الولاية ومن والي الغفلة الذي ليس بحجم سنجة وتاريخ مدينة سنجة وتاريخ ولاية سنار …سنار بادي ابوشلوخ لا يغرنك انتصاركم على الشايقية فنحن الملوك وهم الرعية سنجة ما سقطت ولم تسقط طالما هنالك انسان يحب سنجة وسوف ننتصر ولو بعد حين والي ان القاكم في يوميات نازح اترككم في رعاية الله وحفظه.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى