
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
في العام ٢٠٢٢م إستقال (البروف) أحمد عثمان حسن رزق عن إدارة الجامعة وتم تكليف أحد مؤسسيها برآستها وهو (البروف) إبراهيم عبد العزيز غندور النقابي المعروف و وزير الخارجية الأسبق
ورغم أن الدكتور رزق كان يهدف من وراء الإستقالة أن (يرتاح) كما ذكر لي سابقاً أنه ظل ولمدة أربعين عاماً يرتاد شارعاً واحداً
(البيت ، الجامعة) وبالعكس
نعم إستقال ولكن مجلس إدارة الشركة التى أصبحت الجامعة إحدي إستثماراتها والتي يترأسها شقيقة الأستاذ حسن رزق رأياً آخراً
فقد ألزمت (رزق الصغير) بإستكمال ما بدأه من مشاريع مثل المستشفى ومبني الرازي (٢) الذي يقع شرقاً للمستشفي و مشروع القاعة الذكية بالإضافة الى أن يُنشئ فرع جامعة الرازي بمدينة (كانو) النيجيرية بشراكة مع مستثمرين نيجيريين وأن يكون هو رئيساً لذلك الفرع
طموح جامعة الرازي فيما يلي كراسي الأسنان قال لي حالياً (قبل الحرب) لدينا أكثر من مائتي كرسي وعندما نقول كرسي نعني كامل وحدة العيادة ومتطلباتها و تقريباً هو العدد الاكبر على نطاق السودان وأفريقيا بإستثناء مصر
أما موضوع قاعة الإمتحانات الدولية و التي أطلق عليها (إسمارت رووم) فكان يُتوقع لها لو لا التمرد أن تكون المركز الوحيد بأفريقيا الذي يُمكِّن الأطباء بمختلف تخصصاتهم من أداء الإمتحانات بالخرطوم دون الحاجة للسفر الى بريطانيا وكندا وأمريكا وغيرها من أصقاع العالم
تم تجهيزها بكافة المطلوبات من كاميرات مراقبة وشبكة (نت) وكهرباء دائمتين وشاشات عرض عملاقة ولك أن تتخيل أن عدد (السيرفرات) التي تم تركيبها هي أكبر مما هو موجود بقاعة الصداقة .
فلو قُدِّر لهذه القاعة أن تنطلق لكانت في مصاف مراكز إمتحانات كالقاهرة و الدوحة والدمام وجدة إن لم تتفوق عليها
قال لي ….
(بروف) رزق كانت طواقم الشركة الهندية تعمل في التمديدات حتى إندلاع الحرب و رغم الخسارة الكبيرة بها وبمرافق الجامعة الأخرى ولكننا مُصمِمُون على إعادة سيرتها الأولى بإذن الله قريباً وقريباً جداً .
قلت البارحة للدكتور رزق قد وصل الى بريدي عطفاً على الحلقتين الماضيتين عن الجامعة من يسأل …..
*كيف حصلتم على هذه الأراضي الواسعة؟*
فقال لي …..
وقُل على لساني إن أي متر من أراضي الجامعة هو من حر أموالها وبالأسعار التي كانت سائدة ونحتفظ بكل مستنداتنا وعقوداتنا الموثقة
وأضاف ….
أما الذين يقولون من أين للجامعة بهذه القدرات الماليه أقول هو توفيق من عند الله سبحانه وتعالي وبركة في هذا المال الذي كانت تقف خلفه إدارة تُحسن التصرف وترتب الأولويات وتعي تماماً أين توجه الجنية وتضعة في مكانه الصحيح والحمد لله قد حالفنا التوفيق
فلم نلجأ للإقتراض من البنوك تحت أي ظروف و الحمد لله
نأتي لإدارة الجامعة خلال فترة الحرب و (البروف) إبراهيم غندور .
فحسب متابعتي اللصيقة لمجريات الأحداث والنزوح واللجوء و مراكز الجامعات الخاصة بالخارج و ما تبع ذلك من إستغلال وجبايات نضحت بها (الميديا) وبكاها الطلاب والطالبات و قصمت ظهور أولياء الأمور حتى أُرغم بعضهم على مُغادرة مقاعد الدراسة
والمآسي والقصص لا تُحصى ولا تُعد
ولست معنياً بذكر الأسماء فقد تناولناها في حينها في غير ما مقال سابق
و نعتها الوسائط
وصدق من قال …..
مررت على المروءة وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت كيف لا أبكي
و قومي جميعاً
دون خلق الله ماتوا
وللتاريخ …..
فقد ظلّت جامعة الرازي بعيدة عن كل هذه السقطات الأخلاقية وإستغلال العوز والفقر وحالة التشرد فلم تدخل يدها داخل جيوب طلابها
فخرّجت الآلاف من طلابها دونما مِنّة و لا أذي
بل و تنازلت عن تحصيل رسوم الإمتحانات
حاولتُ أن أستنطق البروف غندور ذات مرة أضع بين يديه معلومات إستقصائية حقائق ولكنه أبي وتمنّع
ولكنني فهمت وإستوثقتُ من مصدر آخر
هذه الجامعة أقامت بالسودان أربعة مراكز (تقريبا) على رأس كل مركز مسؤول بكامل صلاحيات رئيس الجامعة
و أنشأت شبكتها الإلكترونية الخاصة بها فلم تتعثر محاضراتها عبر (الأونلاين)
أما من دعتهم ظروف الحرب اللجوء للخارج فقد ذهبت اليهم الجامعة هناك
وتولت إختيار التعاقد مع أقل المراكز تكلفة و تفي ببرامج الجامعة ولم تتدخل في تحصيل الرسوم ولم تدخل دولاراً واحداً علي خزينتها مقابل هذه الخدمة
ذكرت لي إحدى السيدات تعليقاً على مقالٍ لي عن هذه الجامعة طالبة مني أن أشكر لها رئيس الجامعة (بروف) غندور
تقول هذه السيدة أنها تقيم بأسرتها بإحدى دول الخليج وليس لديهم ببورتسودان من يُكمل لهم إستخراج وتوثيق وإستلام شهادات إبنتها
قالت …
فتولى السيد غندور متابعة ذلك بنفسه قالت (والله) بعد إرسال الشهادات
أرسل لنا الدكتور بنفسه إيصال شركة البريد التي ستصلنا عبرها الشهادة وهي شركة (DHL)
وأخيراً ….
لربما لا يروق حديثي الليلة للبروف غندور وليعذرني في ذلك فهذه هي الحقيقة التي يجب أن يعلمها الناس عن هذه الجامعة التي ظلّت تعمل بصمت وصبر وتجرد خلال هذه المحنة
وأُعلن في الختام إستعدادي للتواصل مع أي جامعة خاصة (تأنس في نفسها الكفاءة) لنحدث الناس عنها وعن مواقفها المشرفة خلال حرب الكرامة فقط من بوابة أن نقول لمن أحسن أحسنت
*اللهم بارك لجامعة الرازي في زرعها وضرعها ومُدِّها*