مقالات الرأي

مهلا و اهلا إليها الموت

من السبت إلى السبت || كمال حامد

بقلم/ كمال حامد

(كاتب وخبير إعلامي – مراسل    B B C الاسبق)

مهلا و اهلا إليها الموت

## تعود اليوم بعد غيبة للكتابة تحت هذا العنوان الذي لا يشجني الكثيرون على الكتابة فيه،و أكتفي بأن اترحم اسبوعيا على من نفقدهم في ختام المقال الاسبوعي ،و لكن لا أستطيع و الا ان نعود بحلقة جديدة حزنت فيها على من فقدناهم هذا الاسبوع.
## الفقد كبير لأنه فقد لعالمين
جليلين رسما أسميهما بالحرف من نور في المجال الاكاديمي و الانسيابي فقدنا و فقدت جامعاتنا البروفيسور ياسين عمر يوسف و البروفيسور جعفر شيخ ادريس لهما الرحمن.
## لا حول و لا قوة الا بالله، هل حقا مات الرجل الامة،الرجل العصامي، مات البروفيسور ياسين عمر يوسف،الذي يعترف و يتفاخر بانه فشل في الدراسة و عمل ساعيا بمخازن السكة الحديد ثم اعاد الكرة باصرار من اول السلم حتى قمته استاذا جامعيا و خبيرا قانونيا دوليا،وثق حياته و مسيرته بالقلم و الصوت و الصورة، نسال الله له الجنة التي عمل لها اخا و صديقا و موجها،و ستظل اعماله بلا انقطاع لأنه ترك علما نافعا ينتفع به،العزاء لاسرته و لتلاميذه و أهل القانون و الرياضه و الاهل و الجيران بالداخلة و كل عطبرة و الشمالية .
## قصة ياسين عمر يوسف هكذا بدون القاب حكاها بنفسه و يحكيها لطلابه و افراد اسرته مستمتعا كما كنا نستمتع بثقة الطفل الذي كره المدرسة و لم تجد اسرته بدا من الحاقه بعمل أي عمل في المخدم الواحد لنا أبناء عطبرة السكة الحديد.
## كان يذهب لعمله راجلا فجرا و يعود بعد الظهر و لكن وجد شراء دراجة او عجلة كما نسميها فرصة ليستغلها و أحيانا كما كنا نفعل (نركبها سداري) و هو قيادتها بنصف وقوف من اجل زيادة السرعة او حين يكون اتجاهنا (عكس الهوا)
## كان رحمه الله يستخدم العجلة في تحركاته البسبطة في حي السجانة حيث يسكن ،و أتذكر تغير حياته حزنا بعد رحيل إبنته المحامية الشابة ،و لكن لم يتوقف نشاطه القانوني بالداخل و الخارج
## قصة عودته للدراسة فيها شئ من نظرة زملائه في العمل ممن يرى في الصبي شيئا من النبوغ،و بدا السلم من اسفله والتعليم المسائي الذي اعتبره احدى عبقريات النظام التعليمي،و نجح خطوة خطوة او درجة درجة في السلم و التقى درجة في عمله بالسكة الحديد من ساعي الى كاتب بادارة الحركة و البصائع التي كان يقف عليها احد رموز العمل الاداري السيد حمزة حسب الباري
## الرجل نفسه صفحة بيضاء نشط كثيرون كتبوا عن الفتى ياسين عمر يوسف الذي دائما يذكره بالكثير من التقدير و بلا شك في انه كان وراء انتقاله للخرطوم للالتحاق بجامعة القاهرة الفرع كما نسميها.
## تخرج سريعا في القانون بامتياز و عاد لمخدمه السكة حديد بالادارة القانونية ثم مديرا لها ثم في النيابة و نالت منه الحركة الرياضية حقها من خلال نادي الحي (الجيل) و جعل منه رمزا للحي بنادي الاسرة الملحق والنادي.
## مرات يلوني لماذا لا اكتب عن نادي الجيل و وبالنادي نجمين بارزين من اسرتك و يقصد ابني خالتي الكابتنين زاهر و المرحوم عادل محمد احمد، كانا من نجوم نادي الجيل زاهر انتقل الخرطوم و ختم حياته بنادي الحي بري ابوحشيش اما عادل فقد انتقل من الجيل للشاطئ عطبرة اول السبعينات بصفقة كبيرة كنا نتندر بها خمسة و عشرين جنيها كنا نذكرها الفين و خمسمية قرش و احيانا خمسة و عشرين ألف مليم ،و كان يادوب ظهر آلالف في حياتنا في غير (ألف الطوب) .
##نسال الله الرحمة للبروف ياسين عمر يوسف و العزاء لطلبته و أهل ألقانون و الرياضة و الاهل و الجيران بعطبرة و الداخلية و الشمالية.
## تالمت لرحيل الرجل الفامة البروفيسور جعفر شيخ ادريس،التقيته مرات متفاوتة في العاصمة السعودية الرياض حيث ختم حياته و مرة اجريت معه حوارا لصحيفتي الشرق الأوسط و المسلمون ،و كان حوارا فكريا ، وسالته عن خلافه مع الدكتور حسن الترابي رفض الإجابة مكتفيا بالقول (أنا لست مفتونا بالترابي مثلكم) اجببته أنا احترم الترابي و لست مفتونا به،اجاب لا اقصدك و لكن تقصد جيلكم.
## ما سمعته عن الدكتور جعفر شيخ ادريس انه من اهالي بورتسودان و كان رئيسا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم في 1964م و هو الذي قدم المذكرة الطلابية لحكومة الفريق ابراهيم عبود و أعتقل مع كل اتحاده و تسلم الاتحاد حسب إعداد الموقف و تسلم مولانا حافظ الشيخ الزاكي و الذي اعتقل مع مجموعه و تسلم الاتحاد لرئاسة الاستاذ ربيع حسن احمد لذي اكمل نجاح ثورة اكتوبر ،رحم الله جعفر شيخ ادريس و الفريق عبود و مجموعته و رحمنا جميعا.

##+من ذكريات الديربيات##

## خسارة المريخ مباراته الأخيرة من الهلال ،يمكن ان تضاف الى سجل المباريات التاريخية لانها لعبت لأول مرة في حاضرة نهر النيل دامر المجذوب و بعدد من الأهداف لم يحدث خلال الثلاثين سنة الماضية .
## مباراة سيسجلها التاريخ للهلال و لكنها عند أهل المريخ مباراة للنسيان، و لكنها علامة كبيرة بان الحال في المريخ يحتاج الى هزة صدمة و تفكير عقلاني بعيدا عن الانفعال و الاستقالات و الغاء عقود الجهاز الغني و بعض اللاعبين
##،ما لحق بالمريخ لم يكن خسارة المباراة الأخيرة و لكن تراكم الكثير الذي كان يبدا فيه الحوار الجاد و لكن يتوقف حين تحل الابتسامة المصنوعة بنجاح شكوى او فوز على الميرغني و الامل بهدف او خسارة الهلال من الامل..
##مباريات التاريخ و ما اكثرها و اخوتنا المهتمون بالتاريخ اقدر مني و رحم الله صديقنا الاستاذ عبده قابل، و من المباريات التاريخية التي لعبها الفريقان خارج العاصمة و اشهرها مباراة جوبا الشهيرة و كسبها المريخ ومباراة سد مروي و كسبها المريخ و مبارة الدوحة و كسبها.الهلال و مبارة الكلاسيكو في ابوظبي و كسبها الهلال أيضا.
## اقف شاهدا على حدثين كان بالامكان ان يلتقي الفريقان لولا تدخل جماعة التعصب الاعمي في الناديين الاولى حين نظم المغتربون مشروع (السودان في قلوبنا ) و وصلت البعثتان و انتشرت فكرة اقامة ثلاث مباريات في جدة و الرياض و الدمام كادت ان تتم الفكرة لولا (التلفونات التي تتخابط من السودان، اياكم و اياكم)
## (اياكم و اياكم ) و تذكرت قبل سنوات قليلة في معسكر عين دراهم بتونس حيث تشرفت باقامة معسكر المريخ و طرحت الفكرة للأخ صلاح ادريس و رحب و اقامت البعثتان في فندق واحد و مكثت معهم اسبوعين و مرحت فكرة اقامة مبارة بينهما رحب الأخوة التوانسة و رحب مدربا الفريقين كروجر و ريكاردو و لكن توقف كل شئ( و اياكم اياكم) اقترحت أولا الأخ جمال الوالي قالي راي قريبك شنو?يقصد الارباب صباح ادريس ،سالته قالي راي نسيبك شنو، و راحتي الفكرة .
## تخونني الذاكرة لاتذكر تفاصيل لقاء الفريقين ضمن مجموعة واحدة في البطولة الافريقية و ربما هنالك مباريات لا اذكرها.
## فرصة لاتذكر بعض مباريات القمة و منها ما يسمى بالمتواليات ألست التي كسبها الهلال و لا انسى أنني قمت بالتعليق على خمس منها. و تفاءلت بشخصي جماهير الهلال مما اضطر اخوتي في المريخ الاصرار علي بان اتوقف حتى لا يصل الاهلة للرقم التاريخي للمريخ ثمانية انتصارات متوالية.
## من لقاءات القمة التي اذكرها مباراة كنت في البلد في اجازتي السنوية من الاغتراب و طلب مني الريس عمر عبد التام تقديم المباراة في صحيفة الايام و فعلت و يبدو ان المادة اعجبت الريس و قال كمل جميلك و أوصف المباراة،و فعلت و حضرت المباراة و و فاز المريخ بهدفي دحدوح،و تابعت مظاهرات الفرح لولا ان ذكرني الزميل المرحوم مصطفى عالم بان نسرع بالمباراة للريس عمر و المطبعة .
## كتبت وصف المباراة و توقفت لاختيار العنوان و المانشيت لعلمي بان الريس عمر عبد التام من الذين يعشقون الهلال في صمت االمتبتلين في محرابه و لم يحدث ان كتب ان الهلال هزم انما كان يكتب الهلال خسر مباراته و يقول الهلال يخسر و لا يهزم، قرا وصفي للمبراة و ابتسم راضيا و قلت له ساكتب العنوان قال ساكتبه بنفسي و سالته حزينا هل ستكتب الهلال يخسر مباراته? عرف قصدي و قال لا ساكتب حاجة تعجب المريخاب ودعته و صباحا خطفت الصحيفة لاعرف ماذا فعل الريس بالمباراة و كان الطف مانشيت (المريخ يكسب الهلال بدحدوحتين) ربنا يرحم الريس عمر عبد التام الذي كرمه الصحفيون بانتخابه نقيبا لهم.
## الذكريات كتيرة و اتركها لمن اقدر و لكني اهتم بواحدة لعب مرة الهلال و المريخ و فاز المريخ بهدفي حمد الجريف و جلسنا في صحيفتي الجريدة الرياضية في إخراج العدد وكان يعمل معنا رسام الكاريكاتير العالمي الاستاذ عزالدين عثمان الذي عاد من الدوحة و لما رأى اهتمامنا بالمباراة ذكر بانه سيشارك بكاريكاتير يعجبكم،
## دخل الفنان عزالدين الغرفة و اغلق الباب ثم خرج علينا و سلمنا رسما كاريكاتيريا جميلا فيه اثنين من المشجعين يقول أحدهما للأخر(تصور الراجل ماشي في الجماعة من حلة حمد للجريف) حليل اللاعب حمد الجريف و رحم الله فنان الكاراكتير العالمي عزالدين عثمان الرياضي الخرطومي شقيق أشهر نجوم الكرة في السودان و قطر الكابتن حسن دقدق.

##تقاسيم# تقاسيم# تقاسيم ##

## ستة وسبعين 76 سيفنتي سيكس بحمد الله اكمل مولود 1949/7/26م السادسة و السبعين من عمره،ؤ و كانت بنأتي و احفادي يودون العامالماضي الاحفال بما سموه اليوبيل الماسي لجدو،لولا ان منعهم ابني الأصغر بان هذا لا بجوز دينيا. و اختفالات أعياد الميلاد بدعة كنسية و الحمد لله لا احتفال اليوم و ربنا يكبر الغقول و يبارك لنا فيما مضي و فيما تبقي نسال الله ان نكون ممن طال عمرهم و حسن عملهم و نشكره سبحانه و تعالى ان وهب لنا، عمرا وهو اياما تفيدنا في المراجعة و الاستغفار
## الحمد لله قد جمع نصف الاسرة هنا بمكة المكرمة،نسال الله الكثير و نلح في الدعاء لان الله يحب العبد الملحاح في الدعاء سادعو لكم جميعا و الوطن الغالي و ان يجمع الله شملنا و يلطف بالوطن و على الاعداء يحصيهم عددا و يبددهم بددا و لا يغادر منهم أحدا.
## قد نلتقي السبت القادم ان كان في البدن صحة و في العمر بقية.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى