
بقلم / محمد سعد
كاد ان يكون رسولا و لكنه في سودان ما بعد الحرب كاد ان يكون عبدا.
لم يكتفِ اصحاب المدارس الخاصة بمصر بإستنزاف اولياء الامور بل وصل بعضهم الي مراحل عالية من السادية تجاه الاساتذة العاملين في هذه المدارس .
وفقا لمعلومات وردتني عن بعض المدارس وجدت ان ما يحدث هو نوع من الاستعباد .
احدي المدارس ، و هي نموذج فقط، قامت برفت جزء كبير من الاساتذة عند بداية العام الدارسي الامر الذي لن يمكنهم من البحث عن وظائف في مدارس أخري .
سالت الاساتذة عن لماذا لم يذهبوا الي القانون وفقا لعقود العمل و كانت الاجابة الصادمة بان المدارس تلزمهم بعقود قانونية تقييدهم بعدم الاستقالة و ان للمدرسة حق الاستغناء عنهم في اي لحظة وان هذه المدارس لا تسلم الاستاذ نسخة من العقد بل يكتفي بالتوقيع فقط .
الغريب انه هذه المدارس اصبحت تمارس نوعاً آخر من الابتزاز عبر رفت الاستاذ و إجباره علي مرتب يصل لنصف المرتب المتفق عليه سابقا ، وللاسف يوافق المدرس نسبة لظرفه .
بالطبع و نسبة لظرف الحرب و اللجوء.. وافق الاساتذة على عقود الإذعان الظالمة هذه و لكن يبقى السؤال هل اصبح الاستاذ في سودان ما بعد الحرب عبداً يباع و يشتري في سوق المدارس الخاصة !
واين نقابة المعلمين و اين الجهة المسؤولة عن المدارس بمصر !
هل سينتصر لوبي اصحاب بعض المدارس عبر علاقاتهم المشبوهة علي المدرسين و تضيع حقوقهم .
لا اقصد بالطبع جميع المدارس و لكن كما وصلني فإن أكثر المدارس واقعة تحت ماورد في المقال اعلاه و المقال موجهة بشكل خاص للجهة المشرفة علي المدارس في سفارة السودان بمصر.