مقالات الرأي

هل نام ضميرك يا وطن.. ام ضميرُ أبناءِكَ غاب …؟  

فايف دبليوز سيرفس

المتابع لمجريات الأحداث فى بعض محلياتنا ومدننا بل قُرانا  تستوقفه مظاهر فساد فاق كل التصورات والاحتمالات ،  لحوم فاسدة تباع (على عينك يا تاجر) ، زيوت تخلط للتكسب والربح السريع ، دون أدنى مسؤولية بصحة المواطن وما تؤول اليه حياته فى ظل الظروف المتردية صحيا ونفسيا ، من خلال ما أفرزته الحرب ، (وكمان جابت ليها شراء دقيق إغاثة من اصحاب الحوجة وبسعر بخس) .

الأخيرة اوردتها الأستاذة “قرار حسين كسلا” فى منصة 5WS-SERVICE.COM الإخبارية امس على النو التالي :

(علمتُ من بعض التجار في السوق أن بعض زملائهم وكذلك أصحاب الأفران يستغلون حاجة المساكين والفقراء فيشترون منهم جوال الدقيق 25 كيلو بمبلغ 30 الف جنيه ويبيعونه في السوق بأكثر من 50 الف جنيه بعد إعادة تعبئته في جوالات مختلفة عن جوالات دقيق الاغاثة..

صحيح ان بعض الأسر من شدة حاجتها عندما تحصل الواحدة منها على 35 كيلو تضطر لبيع جزء من حصتها ربما لمقابلة شراء كراسات أو كتب أو لبس المدرسة، ولكن بالمقابل هناك من الذين أعمى الجشع اعينهم يترصدون هذه الأسر ويستغلون حاجتها تلك..

كل ذلك ليس هو بيت القصيد ولامربط الفرس، وليس هذه المعضلة بل أن المشكلة ان بعض التجار الذين يشترون الدقيق يعيدون تعبئته في جولات أخرى توحي بأنه مستورد وأن مدة صلاحيته لمدة عام مثلا، بينما تنتهي مدة دقيق الإغاثات في فبراير القادم ) .

والمتأمل فى هذه التقارير يجد ان هنالك طمع للتجار وجشع للمرابين ، اصبح سمة متلازمة فى المعاملات التجارية ، وهذا ما أوردنا المهالك ، وهذه الأفعال ناتجة عن الفساد الذى عم البر والبحر  وهنالك سؤال يفرض نفسه وبالحاح شديد ما هى الاسباب.

والاجابة هى أزمة الضمير ،  ذلك الضمير الذى يصحح مسار الحياة الحقيقى نحو الاخلاق والمبادىء والقيم الاسلامية ،  ولكن عندما ينعدم الضمير تتلاشى كل القيم الإنسانية الفاضلة ويصبح المجتمع ماديا اكثر مما يلزم ، ويحتدم التنافس المادى ويصبح الطمع هو المسيطر على ذلك المجتمع ، وهنا يصبح المجتمع مسخا مشوها لا يستند على ركائز القيم والمبادىء ما هان فراقك ياوطن..

ولا بعدت المسافات..

ولا قصر الزمن

اصبح طريقك ليل طويل لكن فراقك مستحيل..

للفرقة والاسى والضباب..

هل نام ضميرك يا وطن.. ام ضميرك أبناك غاب .؟

ان الازمة أصبحت أزمة ضمير وعلى التجار والمرابين وجميع أفراد المجتمع السودانى ان يكون الضمير فاعلا فى تعاملاتهم،  وحاضرا فى معاملاتهم حتى يتعافى هذا الوطن من امراضه (الغش ، الاحتيال ، الفساد ، الرشوة والاختلاس ) هذه الأمراض هى التى اقعدتنا سنينا عن ركب الحضارة والتقدم والرقى بالرغم من اننا اصحاب حضارة عريقة.

اللهم فاشهد هل بلغت.

العليش الطريفي محمد بتاريخ ٢٠٢٥/٠٩/٢٤م.       ulaish201488@gmail.com

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى