
بقلم / مولانا حسين الفكي الإمام
(قاضي المحكمة العليا السابق)
ثانيا :_
مقارنة موضوعية بين العدالة الرقمية والترجمة الالية .
( ونريد ان نمن علي الذين اسضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين )
صدق الله العظيم .
مدخلنا لهذا الموضوع هو فهم العدالة وكيفية ان نراها عملا باعيننا وبصائرنا وفهم العدالة هو في رأي هو التطبيق الامثل لاجراءتها وفهم الموضوع محل ذلك التطبيق ، ويخطر ببالي مبدائين لتحقيق المطلوب .
المبدأ الأول هو (who comes to equity must come with clean hands .)
المبدأ الثاني هو ( delay of justice is denial of justice l
تاخير إجراءات العدالة هو نكران للعدالة .
وهذا المبدأ في رأي ليس علي اطلاقه خاصة إذا كان لهذا التأخير مبررات موضوعية فليس كل تأخير شر ،ففي التاني السلامة وفي العجلة الندامة فقد حكي لي أحد الاصدقاء الشباب انه له قضية لم يتم حسمها وقد قاربت السنتين خلال هاتين السنتين اتخذت كل الإجراءات الرقمية المطلوبة ولكن كان التأخير في الفصل هو أبرز سمات هذه القضية .
وقبل سنين قليلة لا تتعدي الخمسة السنوات جرت محاولة لإدخال الحاسوب في المحاكم من أجل تسريع الإجراءات لما شكا الناس مر الشكوي ان كثير من القضايا خاصة تلك المتعلقة بايجار المباني بالرغم من وجود دائرة في محكمة استئناف الخرطوم تسمي دائرة التنفيذات وقضايا الإجراءات وكنت في ٢٠١٤م و نهاية ٢٠١٥م كنت رئيس تلك الدائرة ومعي اثنين من قضاة الاستئناف مشهود لهم بالسرعة والدقة في اتخاذ الإجراءات المفضية للفصل العادل والناجز فب دعاوي الإيجارات وسرعة تنفيذها وكنت كل احصائية تكمل هذه الدائرة نسبة مائة في المائة من الإنجاز(100 %)
ومازالت الشكاوي في التأخير مستمرة وجرت محاولة لرقمنة العمل القضائي في المحكمة العليا الخرطوم قبيل سنوات لم يكتب لها النجاح اوالاستمراؤية وتم توفير جهاز حاسوب لكل قاضي مربوط بالشبكة العنكبوتية ولكن حتي إجراءات المداولة وعمل الملفات وإرسالها لم تستمر لبضعة ايام . هذا وقد كانت هناك محاولات شخصية من بعض القضاة لتولي الإجراءات عبر جهاز الحاسوب وهؤلاء معظمهم قد عمل في دول الخليج لفترات مختلفة اقلها خمس سنوات ، فالعيب ليس في التجربة وانها لا تحقق الغرض المطلوب ،إنما العيب في ان موضوع الحوسبة بالرغم من أهميته الملحة والعاجلة يحتاج الي تدريب ذكي علي استخدام جهاز الحاسوب بطريقة فاعلة ومستمرة ، وقد تلقي كثير من القضاة دورات تدريبية عميقة لاستخدام جهاز الحاسوب في تسريع الإجراءات وتحقيق مبدأ
,delay of justice is denial of justice .
والحاجة الي التدريب المستمر والذكي يمثل الاعداد النفسي السليم لقبول التجربة ونجاحها فادارة التدريب هي ما تقوم بهذا المطلب الي جانب أدوار اخري تكمل بعضها بعضا مثلا إصدار التشريعات الحديثة التي تصلح لنجاح التجربة الذكية في تسريع الإجراءات وهذا الدور مناط بالمكتب الفني والبحث العلمي بالتنسيق مع جهات التشريع وتحت إشراف ورعاية رئيس القضاء شخصيا الي جانب توفير المال اللازم لتغطية متطلبات إنجاح فكرة رقمنة الإجراءات التي تؤدي الي رقمنة العدالة وجعلها قريبة من المواطن .
الإنسان هو محور إنجاح هذه التجربة
فالاهتمام ينبغي أن ينصب نحو هذا الإنسان تدريبا وتوجيها وتصويبا .
فكسب الوقت وقته وحده وتسريع الإجراءات ما هو إلا وسيلة لتحقيق عدالة فاعلة وناجزة ومحور ذلك هو فهم نصوص القانون وفهم الإجراءات قبل أن نفكر في إنزال حوسبة العمل القضائي
دون اغفال لمبدا تأخير العدالة هو نكران لها ويصاحب ذلك التأكيد علي مبدأ
( who comes to equity should come with clean hands ).
وبفضل الله تعالي يمتلك السودان من الكوادر المهنية في مجال القضاء بشقيه الإداري الممثل في إدارة المحاكم والشق القضائي المتمثل في القضاء بكل درجاتهم والمكتب الفني والبحث العلمي وإدارة التدريب كل هذا يمثل اساس متين النجاح تجربة رقمنة العدالة والمحكمة الالكترونية والان الكل جاهز لتعميم تجربة القضاء الإلكتروني علي ان يتم ذلك بفهم وتؤدة دون أن يطغي الشكل علي الجوهر والجوهر هو إقامة العدل علي وجهه الصحيح.
والعجلة تطير زي مابقولوا أهلنا الكبار.
وفي العجلة الندامة وفي التاني السلامة
وموعدون وعد غير مكذوب من الله تعالي بالتمكين من النصر بتحقيق عدالة منتظرة لرفاهية اهل السودان وامنهم .
ومن هنا يبدأ مشوار إعادة اعمار السودان .
وصل اللهم علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
والدي اللهم اغفر لهما وارحمهما كما ربياني صغيرا .
اللهم اغفر ذنوب أموتانا وموتى المسلمين وادخلهم برحمتك جنات النعيم .