
في عالم يضج بالقلق ،وتضيق فيه الصدور تبقى رحمة الله هي الملاذ الذي لا يغلق واليد التي تمتد إلينا حين تنقطع كل السبل إنها ليست مجرد صفة من صفات الله ،بل هي جسر الحياة الذي نعبر عليه كلما أثقلتنا الذنوب أو أرهقتتا الأحزان
منذ اللحظة الأولى لوجودنا نغمر برحمة لا نراها ولكننا نعيشها
حين يخلق الإنسان في احسن تقويم ويرزق دون أن يسأل
حين توضع الرحمة في قلب الأم فتسهر وتحن وتضحي
حين يسخر الكون كله لخدمة الإنسان الشمس والمطر والليل والنهار
قال تعالى “ورحمتي وسعت كل شيء”
فهي رحمة لا تحد ،تشمل المؤمن والكافر الصالح والطالح في الدنيا والآخرة
وفي الحديث الشريف قال النبي صل الله عليه وسلم ”
إن لله مئة رحمة ،انزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم وبها يتراحمون وأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عبادة يوم القيامة..
عندما نتأمل هذا الحديث فحتى الرحمة التى نراها في الدنيا فما هي إلا جزء واحد فقط من رحمة الله أما الباقي فهو مدخر ليوم لا ينفع فيه مال ولا جاه بل رحمة الله وحدها
حتى في البلاء هناك رحمة
حين يبتلى الإنسان ليعود إلى الله
حين يؤخر الٱجابة ليعطي الأفضل
حين يغلق بابا ليفتح باب أوسع واجمل الرحمة ليست دائما في العطاء بل في المنع احيانا لأن الله يعلم ما لا نعلم ويرى ما لا نرى
كيف نطلب رحمة الله ؟
بالإستغفار ( استغفرو ربكم انه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا )
بالدعاء (ربي ارحمني ولو كنت من الظالمين)
بالرحمة بالخلق (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)
رحمة الله ليست حلما ننتظره ،بل هي حقيقة نعيشها كل يوم هي الهواء الذي نتنفسه،والستر الذي يغطينا والفرج الذي يأتي بعد الضيق فلا تيأس مهما أثقلت الذنوب ،ومها طال البلاء فإن رحمة الله …أقرب مما تظن..
ونلتقي…..
بقلمي ✍️ آمنة سيف الدين الطيب محمدعلي
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى من القول والعمل
syfaldynamnt153@gmail.com