
من المقرر أن تُستُستأنف جلسات محاكمة النائب الأول للرئيس الجنوب سوداني، الدكتور رياك مشار وآخرين غدا الجمعة، وسط تكهنات قوية ببداية الشرارة لعودة الحرب الأهلية في دولة جنوب السودان.
وأوقفت محكمة في جنوب السودان، البث المباشر لوقائع جلسات محاكمة رياك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، بتهمة الخيانة، في قضية تثير مخاوف من عودة الحرب الأهلية.
وكان مقررا أن يدلي مشار و7 متهمين آخرين بإفاداتهم أمس، لكن المحكمة قررت أن البث المباشر بالفيديو عبر الإنترنت والذي كان متاحا في جلسات سابقة، يجب أن يتوقّف لحماية الشهود.
وأفاد شاهد عيان كان موجودا في قاعة المحكمة، بأن إفادات 4 من المتّهمين تمت تلاوتها قبل أن توافق المحكمة على طلب الادعاء إرجاء الجلسة، ولم تكن إفادة مشار ضمن تلك التي تمت تلاوتها.
وقالت النيابة العامة إنها ستقدّم وثائق وأدلة مادية تربط مشار والمتهّمين الآخرين بهجوم استولى خلاله “الجيش الأبيض” الذي يضم مقاتلين شبانا من قبيلة النوير المنتمي إليها مشار، على قاعدة عسكرية في ناصر شمال شرقي البلاد.
وفي إفادته، قال وزير النفط المقال بوت كانغ تشول وهو أحد المتّهمين، إنه نقل رسالة من مشار إلى “الجيش الأبيض” يحضّهم فيها على عدم القتال.
ويثير اتهام مشار بالقتل والخيانة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية ثم عزله من منصبه بمرسوم رئاسي بعد ساعات فقط، مخاوف من اندلاع نزاع جديد بعد نحو 7 سنوات على انتهاء حرب أهلية دارت بين أنصاره وأنصار الرئيس سلفاكير ميارديت وأسفرت بين عامَي 2013 و2018 عن مقتل ما لا يقل عن 400 ألف شخص.
وأنهى اتّفاق سلام وقّع في عام 2018 النزاع الدامي، ونص على تقاسم السلطة بين الجانبين. غير أن أنصار مشار دعوا بعد اتهامه إلى التعبئة العسكرية من أجل “تغيير النظام” في جنوب السودان الذي انفصل عن السودان عام 2011.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 1800 مدني قُتلوا في جنوب السودان بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول، في ظل تصاعد التوترات السياسية بشكل كبير.