مقالات الرأي

ما لم يقله محمد الفكي سليمان

فايف دبليوز سيرفس

بقلم /عثمان جلال الدين

(كاتب وباحث في الشأن السياسي)

(1)
شكلت قضايا المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني اكتوبر 1967 حالة التناظر بين مجموعة المرحوم عبد الخالق محجوب ، وأحمد سليمان المحامي الذي تركزت رؤيته على تحالف الحزب الشيوعي مع التيار التقدمي داخل الجيش السوداني لاستعادة اهداف ثورة اكتوبر 1964م التي اختطفها التحالف البرجوازي شبه الاقطاعي. تصدى المرحوم عبد الخالق محجوب لهذا الاتجاه في سلسلة مقالات قضايا ما بعد المؤتمر الرابع ووصف تكتيك الانقلاب بعقلية اليائسين والمغامرين التي تتأفف من وعثاء العمل الفكري والسياسي الصبور وسط الحركة الجماهيرية .
(2)
كانت قناعة عبد الخالق محجوب الراسخة أن الجماهير هي موئل التغيير مع إمكانية حدوث ما سماه لينين بالطفرة الثورية التي تفتح آفاق التقدم نحو الديمقراطية . وكان قد شخص من قبل حالة التناظر الداخلي مع مجموعة عوض عبد الرازق التي رأت إذابة شخصية الحزب الشيوعي في الاحزاب الاتحادية بأنه صراع بين ايديولوجية البرجوازية الصغيرة وايديولوجية الماركسية. وعبر عبد الخالق عن ذلك قائلا (إن اي صراع داخل حزبنا ما هو إلا انعكاس للصراع الطبقي الخارجي وكل اتجاه مناف للماركسية فيه ما هو إلا انعكاس لفكر طبقة خاصة وان على الحزب في حرب المصالح الغريبة عن مصلحة الطبقة العاملة ألا يجتث جذور افكارها فحسب بل ظلال تلك الافكار ) هذه الصرامة الفكرية تنم أن زعيم الحزب الشيوعي ربما وضع أمام خيار الإنقلاب مرتين في 25 مايو 1969. ويوم 19 يوليو 1971م .
عودا على بدء فقد تغلغلت مجموعة من الكوادر اليسارية الجزافية في عمق الاحزاب الاتحادية. وفي غيرها من الأحزاب والكيانات الطلابية الهشة ومنظمات المجتمع المدني، وغدت هي الأصل والآخر الصدى ، وأصبح شعارهم الإنتهازية مهنتي بتعبير البروف عبد الله علي إبراهيم.
(3)
تصريحات محمد الفكي سليمان بخصوص تحالفهم مع الجيش ومليشيا آل دقلو الارهابية لاجتثاث التيار الاسلامي الوطني تستبطن رؤية مجموعة اليسار الجزافي داخل التجمع الاتحادي وهي مجموعة منقطعة السند الفكري والجماهيري تبنت تكتيك تفكيك المؤسسة العسكرية الوطنية باعتبارها الطليعة في صيانة الهوية الوطنية وحراسة ممسكات وثوابت المجتمع السوداني. لذلك عندما يئس ود الفكي من هزيمة وتفكيك الجيش بالتواطؤ مع مليشيا آل دقلو في حرب 15 ابريل 2023م عاد الآن ليرفع تكتيكا شعار التحالف مع الجيش والدعم السريع لاستئصال الإسلاميين باعتبارهم أكبر تيار فكري ومجتمعي مساند للجيش في كل ملاحمه ومعاركه وانتصاراته وجراحاته.
(4)
ما لم يقله الجدع ود الفكي هو الأخطر ويمثل التوجه الاستراتيجي لشلة اليسار الجزافي والتي يتصدرها ياسر عرمان، وبكري الجاك في المؤتمر السوداني وهي أننا بعد الخلاص من تصفية كل شرفاء الشعب السوداني المساندين للجيش في معركة الكرامة وانكشاف ظهره، سنستمر في التحالف مع المجرم محمد بن زايد والمرتزق حميدتي لتنفيذ المشروع الصهيوني في السودان وذلك بتصفية الجيش السوداني الذي يرفع جنوده وقادته شعار الله أكبر في كل منازلة ومدافعة وشهقت جريح وزفت شهيد، وتشكيل الجيش الجديد ونواته الصلبة مليشيا آل دقلو الارهابية والحركة الشعبية جناح المرتزق الحلو لحراسة نموذج الدولة العلمانية اللائكية على النسق الفرنسي وقع الحافر على الحافر .
(5)
محمد الفكي سليمان وشرذمة عصابة اليسار الجزافي زبد سيذهب جفاء وسيستمر تلاحم التيار الاسلامي والمجتمع وحركات الكفاح المسلح والقوى السياسية الوطنية مع الجيش في معركة الكرامة حتى القضاء الناجز على المليشيا المجرمة او استسلامها. وسيبقى الجيش السوداني الحارس للهوية الوطنية وممسكات وثوابت المجتمع.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى