
دكتور ياسر احمد ابراهيم “طبيب استشاري المدير العام للمؤسسة الصحيه العالمية الاسبق”
في مناطق النزوح وبلاد اللجوء، افرز واقع جديد اكثر خطوره حيث اصبح شباب ضائعٍ عاطل بلا عملٍ ولا أفق، تحيط بهم ذئاب بشريه تبيع لهم «هروبًا» مؤقتًا من الواقع — مخدراتٌ تُحوّل أحلام شباب السودان إلى مستقبل قاتم في سجلات الجريمة والصحة العامة. ما يبدو مشكلة اجتماعية متفرّدة هو في الواقع *«حربٌ صامتة»* #تهدف إلى إضعاف النسيج الوطني وتفككه،
أن تصاعد تعاطي المخدرات بين النازحين واللاجئين في الاونه الاخيره لا يمكن فصله عن عوامل أكبر: انهيار الاقتصاد،* غياب فرص العمل،* تردّي الخدمات التعليمية،* و هشاشه الأمن على الحدود التي تستغلها شبكات التهريب. # النتيجة ليست سقوطًا أخلاقيًا فرديًا فقط، بل تفكيكاً اجتماعياً يعزّز النزاعات القبلية والجهوية ويُسهل نهب الموارد.*
*«الشباب هم الهدف»** «حين يفتقد الشاب إلى وظيفة وملجأ ثابت، يصبح فريسة سهلة لتجارٍ يستغلون اليأس». ويتجلى ذلك باحتمالات أكبر للانخراط في الجريمة، تفكك الأسر، وتراجع الأداء المدرسي والمهني.*
*الوقاية ممكنة* — لكن تتطلب خطة وطنية محكمة ومتكاملة تجمع بين التعليم، والإعلام، والدور المجتمعي للمؤسسات الدينية، بالإضافة إلى برامج تأهيل فعّالة. على مستوى المناهج، يحتاج الأطفال إلى مواد مبسطة تُعلّمهم مهارات مقاومة الضغوط الحياتيه، غرس التعاليم الدينيه و الهوية الوطنية، وقيم التسامح. على مستوى المساجد والمراكز المجتمعية والنوادي الرياضية، يجب إطلاق حملات منتظمة تستهدف النازحين والشباب العاطل عن العمل بأنشطة بديلة وبرامج تدريب مهني.
*لا يغفل الحل الجانب الأمني*: ضبط الحدود وملاحقة شبكات التهريب ضرورة متزامنة مع تقديم بدائل علاجية للمتعاطين بدلًا من معاقبتهم وحدها. كما أن إشراك المجتمع المدني والقيادات المحلية في تصميم البرامج يضمن قبولاً أوسع وفاعلية أكبر.
*الوقت لم يعد متاحًا للتردّد. إن لم تُعالج هذه الظاهرة بجدّية، فالمخدرات لن تكون مجرد حالة صحية ومجتمعية — بل أداة لتفكيك دولةٍ غنيةٍ بمواردها وأهلها. المقال هنا دعوة مفتوحة للحكومة، للمجتمع المدني، ولقيادات المجتمع الديني لأن يصيغوا خارطة طريق وطنية تُعيد للشباب مكانتهم وتحمي مستقبل السودان الذي يتعرض لاكبر حرب بمختلف اساليبها في تاريخه علي الاطلاق علنيه حينا وخفيه احيانا حرب تقرر مصير وجوده كدوله ارضا وشعبا شعبه الذي عرف بتاريخه الذي يضرب في عمق التاريخ وقدم للانسانيه حضاره تعتبر من الحضارات الاولي في التاريخ حيث كانت حضاره مروي في النقعه والمصورات وحضاره كوش في كرمه والبركل خير شاهد علي عظمه شعب وتاريخ السودان حيث بدا التاريخ من هنا. وبالله التوفيق والسداد. *دكتور ياسر احمد ابراهيم.* *الامين العام للمجلس القومي لرعايه الطفوله الاسبق.* *المدير العام للمؤسسه الصحيه العالميه الاسبق.*


