مقالات الرأي

عارف السر!

إن أريد إلا الإصلاح

محجوب مدني محجوب يكتب:

من الطرائف أن شخصا سودانيا وقف أمام موظفة المطار؛ لاستكمال الإجراءات الروتينية لدخوله مصر، فقامت الموظفة بسؤاله عن اسمه، فرد عليها السوداني بقوله:

عارف السر.

فردت عليه الموظفة لوسمحت أنا أسألك عن اسمك:

فكرر عليها السوداني:

عارف السر.

فارتبكت الموظفة، وخافت من رد السوداني، وطلبت من مسؤول المطار أن يأتي، ويتحدث مع هذا المسافر.

فقام مسؤول المطار بسؤال السوداني أمام الموظفة:

مااسمك؟

فما كان من السوداني إلا أن قال له:

فعلا عارف السر.

فأخذت الموظفة ترتجف، فقام المسؤول بإدخال السوداني في غرفة؛ ليسأله عن هذا السر الذي يعرفه، فبعد أن شرح له السوداني بأنه لا يخفي سرا يعرفه، وإنما اسمه هو عارف، واسم والده السر، وقدم له جوازه؛ ليتأكد بنفسه، فبعد أن شاهد مسؤول المطار جواز السوداني، ونظر لاسمه، ووجد أن اسمه فعلا عارف، واسم والده السر إلا وانفجر ضاحكا، وخرج من المكتب وهو  يحمل جواز السوداني مخاطبا الموظفة بقوله:

اكتشفنا أن هذا الرجل فعلا عارف السر، فوقعت الموظفة مغشيا عليها.

حكومة السودان تقوم وتقع بإجراء لقاءات سرية خاصة بالحرب، وهي تقوم بذلك تعلم علم اليقين أن جميع السودانيين لا دخل لهم باجتماعاتها سواء كانوا عارف السر أو لم يكونوا كذلك، وذلك لسبب بسيط وهو أن هؤلاء السودانيين ليس بأيديهم إيقاف هذه الحرب كما ليس بأيديهم أيضا استمرارها.

فلماذا تطبق حكومة السودان مقولة عارف السر على السودانيين؟

فلتبحث حكومة السودان عن عارف السر الحقيقي ولتخف عنه السر، فهو المسؤول والمؤثر الحقيقي في استمرار الحرب أو إيقافها، ولتمارس عليه إن استطاعت مقولة عارف السر حول أي خطوة تريد أن تقدم عليها إزاء هذه الحرب.

فقد سبق ومارست حكومة السودان مقولة عارف السر على الشعب السوداني في محادثات كمبالا، وفي محادثات المنامة، ولم تخرج منهما بشيء.

ولم يكن السبب في ذلك بأنها فشلت في ضبط مقولة عارف السر على الشعب السوداني، وإنما بسبب أن عارف السر هذا أصلا موجود، وبمثابة الظل للحكومة، ولا ينفع معه إطلاقا تطبيق سياسة عارف السر عليه.

لذلك على الحكومة السودانية أن تحذف مقولة عارف السر هذه نهائيا على كل خطوة تخطوها نحو الحرب، ولا يجدي أن تمارسها على السودانيين الذين لا يحلون ولا يربطون في شأن الحرب.

وما دام من كان ينطبق عليه مقولة عارف السر موجود بين ظهراني الحكومة.

وعارف السر هذا هو المؤثر الحقيقي على أي قرار تقدم إليه الحكومة بشأن الحرب، فليس هناك أي سبب يجعل الحكومة تمارس مقولة عارف السر هذه من الأساس.

فاتني أن أحيي أخي الفاضل الاستاذ عارف السر ههه عفوا الأستاذ محمد عوض، فهو  صاحب الطرفة، وأرجو أن يصله مكتوبي هذا ويجده بوافر الصحة والعافية. فقد فرقت بنا السبل والحرب، ولم نعرف لها سرا.

 

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى