بقلم/ الدكتور عبد العظيم حسن المحامي
بمجرد توليه الرئاسة الأمريكية اختار دونالد ترامب مسعد بولس ليتولى حقيبة كبير المستشارين للشؤون العربية والشرق الأوسط. يجدر بالذكر أن بولس من أصول لبنانية حيث درس القانون ويعمل في مجال المال والأعمال بأفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية. بتوليه مستشارية الشؤون العربية والشرق الأوسط كشف مسعد بولس عن اهتمام إدارة ترامب بملف السودان وضرورة وقف الحرب الدائرة فيه. ولما للحروب المستعرة في غزة وأوكرانيا من أولوية ومشاركة ترامب في الصراع الإسرائيلي الإيراني تأخر انخراط مسعد بملف السودان. مؤخراً برز دور بولس مجدداً بإعلانه عن اجتماع للرباعية في واشنطن يضم كل من أمريكا، السعودية، مصر والإمارات. هذا الاجتماع سيلتئم بواشنطن يوم الثلاثاء الموافق 29 يوليو بدلاً عن اليوم الأحد الموافق 20 من ذات الشهر. من الواضح أن أسباب تأجيل الاجتماع تعود لذات التفاصيل التي أدت لفشل الاجتماعات التي انعقدت في جنيف ولندن حيث كانت وما زالت حكومة بورتسودان تتمسك بضرورة الالتزام بمخرجات جدة وألا يكون لدولة الإمارات أي دور وساطة في هذه الحرب. ما طفح للسطح أن تأجيل الاجتماع كان بسبب ضم كل من دولة قطر والمملكة المتحدة للرباعية. أنباء أخرى متداولة تذهب إلى أن مسعد بولس دعا مجموعة صمود لحضور الاجتماع بينما لم ترد أي أخبار عن توجيه الدعوة للمتحاربين على الأرض. تقارير ذات صلة تشير إلى أن وزيري خارجية كل من مصر والسعودية اجتمعا بمدينة العلمين وناقشا ضرورة تمثيل الجيش السوداني في هذا الاجتماع غير أن هذا المسعى لم يجد القبول لا من الجيش أو الإدارة الأمريكية.
بغض النظر عن مدى دقة أو صحة هذه المعلومات المتداولة من هنا أو هناك، فإن أي اجتماعات لبحث سبل وقف الحرب في السودان تتجاهل ما يريده السودانيون فإنها لن تفشل وحسب وإنما ستؤجج الصراع في كل المنطقة. المؤسف أن لذات الأسباب التي ساهم فيها السفير الأمريكي جون جودفري في اندلاع هذه الحرب أو فشل المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرليو في وقفها أو لعب دور الوسيط الناجح بين طرفيها فإن مسعد بولس حتماً سيفشل وذلك لكون الإدارة الأمريكية ظلت فاشلة، سواء أن عن علم أو عن قصد، في التعاطي مع الأزمة من منظور أصحاب المصلحة الحقيقيين. بعبارة أوضح، طالما أن المدخل لحل الصراع يتجاهل ما يريده السودانيون فأي حلول ستأتي منبتة ومعزولة عن الواقع.
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
20 يوليو 2025
