
بقلم/ شذى عبدالله طه زين الدين
يقولون إن الأمل يشبه خيطًا رفيعًا من الضوء، قد لا يبدد الظلام كله، لكنه يمنحك الشجاعة أن تخطو خطوة أخرى في الطريق.
هذا الصباح، جلستُ أمام كوب قهوتي الباردة، أراقب الثلج وهو يذوب ببطء. كان المشهد بسيطًا، لكن فيه حكمة عميقة: كل ذوبان صغير يغيّر الطعم، يضيف لمسة جديدة، حتى يصبح الكوب في النهاية مزيجًا متكاملًا من النكهة والقوة.
عندها أدركت أن الأمل لا يأتي دفعة واحدة، بل يتسرب إلينا كما يتسرب البرد في الماء: بهدوء، دون أن نلحظ، لكنه يُغيّر كل شيء.
تمامًا مثل بذرة تُزرع اليوم، ولا نراها غدًا، لكن بعد حين تُخرج لنا شجرة وارفة.
الأمل هو تلك الطاقة الخفية التي تجعلنا ننهض بعد كل تعثر، ونبتسم بعد كل دمعة، ونقول “غدًا سيكون أفضل” حتى وإن كان اليوم مثقلاً بالتعب.
كل واحد فينا مرّ بلحظة كان فيها على وشك الاستسلام… ثم جاء صوت بسيط، كلمة دافئة، أو حتى ابتسامة عابرة أعادت إليه الحياة.
هذه هي قوة الأمل، أنه لا يحتاج إلى مظاهر كبيرة، بل يكفيه أثر صغير يُشعل قلبك من جديد.
وأنا أرتشف قهوتي، تذكرت أن الحياة ليست سباقات بل رحلة، ومن يركض طوال الطريق سيفوته جمال المناظر على الجانبين.
علينا أن نبطئ قليلًا، أن نتنفس بعمق، أن نؤمن أن الأشياء التي ننتظرها تستحق الصبر، وأن أجمل لحظة في حياتك قد تكون على بُعد خطوة، أو على بُعد فجر واحد فقط.
فدعوني أترك لكم هذا السؤال المفتوح:
ما هو الشيء الذي يبقي على جذوة الأمل مشتعلة في قلبكم مهما طال الطريق؟
#قهوتي_أحب_شربها_باردة